يعود ريال مدريد من جديد لتحقيق لقب الدوري رقم 35 له في مسيرته الحافلة بالألقاب، بطولة لها طابع خاص وإحساس مختلف هذه المرة في ظل الخروج من هيمنة برشلونة عليها لسنوات، أخيرًا تكتب قصة الملكي.
نادي العاصمة لم يواجه صعوبات كثيرة هذا الموسم في ظل انخفاض مستوى البلوجرانا، وتراجع أتلتيكو مدريد الواضح في كل شيء تقريبًا.
لكن هذا لا ينفي أحقية الريال بالبطولة الغالية للمدرب كارلو أنشيلوتي الذي يصبح أول رجل في تاريخ اللعبة يحقق الدوريات الخمسة الكبرى وهو في مسؤولية الإدارة الفنية.
لقب لم يكن دراميًا في أي مرحلة من مراحل تحقيقه، لكنه مهم للعودة والصحوة التي استطاع إدراكها مدريد مع أنشيلوتي مؤخرًا بعد موسمين مع زيدان كان فيهم حالة تخبط كبيرة.
عودة للشخصية
مر ريال مدريد بفترات سيئة بعد رحيل المدرب زين الدين زيدان عن تدريب الفريق بعد موسم 17-18، ولم يتمالك الفريق نفسه في مواسم متلاحقة بين لوبيتيجي وسولاري، حتى رجع الفرنسي نفسه للفريق.
وعودة زيدان لم تكن صحيحة في مضمونها، فعلى الرغم من تماسك الناي لفترات واستعادة بعض اللاعبين لمستواهم، لكن الملكي ظل تائهًا.
وما ساعد البعض في تصديق أن العودة كانت هي الأصح، هو انخفاض مستوى المنافسين، حتى رجع أتلتيكو مدريد الموسم الماضي وخطف لقب الدوري في المراحل الأخيرة.
الخروج من فترة زيدان كان يحتاج رجل مثل أنشيلوتي، يعرف النادي جيدًا ويوافق على العمل بأي عناصر متاحة، ويحاول إخراج أفضل ما فيهم.
هذا الرهان الذي عقده بيريز قد نجح، وبطولة الدوري ليس الشاهد الوحيد على ذلك، ولا حتى المنافسة المستمرة حتى اللحظة مع مانشستر سيتي على الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا.
بل المستويات الرائعة التي يقدمها عناصر الفريق، الذي قد نتفق حول جودة بعضها المتوسطة، وآخرون مميزون بالطبع.
فبعد سنين ينتظر فيها جمهور الريال أن يصبح فينيسيوس جونير نيمار جديد، قد تحسن البرازيلي بالفعل وبات يسجل الأهداف ويحسم المباريات، مع تقديم التمريرات الحاسمة، والمساعدة في مراحل اللعب.
كما حافظ مودريتش على نفسه مع توهج خارق لكريم بنزيما ودخول بعض العناصر الشابة مثل رودريجو وإدواردو كامافينجا في المعادلة، هي أشياء تساعد كارلو وتحسب له.
الروح التي استعادها الملكي هذا الموسم، هي خاصة بريال مدريد، فلا يعرف أحد نظام لعب ثابت على مدار السنوات لنادي العاصمة، لكن الكل يعرف الفلسفة الواضحة التي يحاول تحقيقها أي مدرب، وهي الفوز بأي شكل وفي أي ظروف.
منافسة منعدمة
لم يشعر ريال مدريد هذا الموسم بأي ضغوطات منافسة تقريبًا، فبرشلونة الذي يشارك وهو جريح لم يكن مصدر خطورة ولو حتى في الأسابيع الأولى.
كما أن هناك تراجع غير مفهوم في مستوى فريق أتلتيكو مدريد، حامل اللقب الذي ظن الجميع في بداية الموسم أنه سيستغل حالة الاستقرار التي لديه والتخبطات لدى الملكي لكي يحافظ على لقبه.
لكن بدا وأن دييجو سيميوني كان يشجع فريق العاصمة هذا الموسم، حيث لم يحاول بأي شكل أن ينافس على اللقب، ولم يصرح حتى بتلك الرغبة.
أما عن أشبيلية فهو فريق مميز ورائع، لكن بطولة الدوري تحتاج لنفس طويل وأندية تملك لاعبين بدلاء في مستوي مقارب للأساسيين وهو ما يحرم منه لوبيتيجي في الفريق الأندلسي.
ريال مدريد الكتالوني!
موسم ريال مدريد الحالي يتواجد به أوجه تشابه عديدة مع فريق برشلونة في موسم 18-19 الذي استطاع فيه البلوجرانا أيضًا تحقيق اللقب.
البداية تأتي من الظروف الخاصة المحيطة بالموسم قبل بدايته، حيث أن وقتها قد رحل كريستيانو رونالدو النجم الأول للملكي لفريق يوفنتوس الإيطالي، وبات هناك حقبة جديدة لمدريد دون لاعبه الأسطوري.
كما هو الحال هذا الموسم، رحل الأرجنتيني ليونيل ميسي عن فريق برشلونة في بدايته، تاركًا جماهير البلوجرانا في حالة حيرة حول الفترة المقبلة لفريقهم.
رحيل أيًا من الثنائي عن فريقه في بداية الموسم، قد بعثر الأوراق وغير الملامح، والدليل على ذلك هو فشل تدارك مدريد وبرشلونة الموقف سريعًا وتأثرهم بالمغادرة.
والتشابه الثاني هو إنهاء بطولة الدوري في الجولة 34 من عمر اللقب، قد يبدو الأمر قد كان تكرر كثيرًا في أوقات سابقة أن ينهي الفريق البطولة في تلك الجولة، لكن كثرة التشابهات تجعل الأمر مميزًا.
حيث أن هناك تشابه ثالث قد لا يفرح جمهور الملكي، وهو أن برشلونة في موسم 18-19 كان يواجه فريق إنجليزي في نصف نهائي البطولة الأوروبية عندما حسم اللقب وهو ليفربول.
والمعروف بالطبع أن البلوجرانا قد خرجوا من البطولة بعد ريمونتادا مذهلة من الريدز في ملعب أنفيلد.
وفي الموسم الحالي، وفي نفس الوقت الذي حسم فيه الريال الدوري، يستعد لمواجهة مانشستر سيتي في إياب نصف نهائي دوري الأبطال، وهو فريق إنجليزي أيضًا.
لكن هناك فارقان في التشابه الثالث، الأول أن الملكي قد حسم الدوري بين مواجهتي الذهاب والإياب، فيما أن برشلونة قد حسم اللقب بعد خروجه المخزي من الأبطال.
والثاني أن مباراة العودة للبلوجرانا كانت خارج الأرض، فيما أن الريال سيواجه السيتي في ملعبه "سانتياجو برنابيو".
مستقبل الملكي
تطرح العديد من التساؤلات في الوقت الحالي حول ما تنوي إدارة الفريق فعله في الموسم القادم وما بعده.
مدريد بات قريبًا من التوقيع مع كيليان مبابي، لكن لاعب واحد لا يضمن مشروع طويل، فقط يمكن البناء حوله، لا التعويل عليه في كل شيء.
كما أن هناك حالة عدم استقرار من موقف الجميع –حتى الجماهير- من المدرب كارلو أنشيلوتي، فهل هو الرجل المناسب لطموح النادي في الفترة المقبلة، أم قد تفكر الإدارة في تغيره؟
لا تخرج أخبار من إسبانيا حول مفاوضات الريال مع أي مدرب جديد، خصوصًا وأن الفريق لا يزال يحاول في البطولة الأوروبية المحببة لجماهير الملكي.
لكن الفكرة نفسه مطروحة بقوة، على الرغم من الحصول على الدوري واستعادة فريق العاصمة لروحه الانتصارية المعروفة.
فهل تقف بطولة الدوري المحلي في صف أنشيلوتي للاستمرار في الفريق، أم أن الفشل في أوروبا الذي من الوارد أن يحدث سيطيح به؟
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [2] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [2] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.











0 تعليق