أمان أكبر وضغوط أقل .. لماذا انتقل رونالدو إلى مانشستر يونايتد؟

في واحدة من أكبر الصدمات خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، قرر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مغادرة نادي يوفنتوس الإيطالي والانتقال إلى مانشستر يونايتد.

التكهنات انتشرت بشكل واسع في شهر مارس الماضي، عندما ودع الفريق دوري أبطال أوروبا بشكل مبكر أمام بورتو البرتغالي.

ورغم هدوء العاصفة فيما بعد، وتصريحات بافل نيدفيد وإدارة السيدة العجوز، حول التمسك برونالدو، عادت الأمور للاشتعال في الأيام الأخيرة من الميركاتو.

وهو ما تسبب في شعور البعض بالصدمة من قرار رونالدو، الذي ظهر متمسكًا بالرحيل عن يوفنتوس، حتى ولو كان من خلال مانشستر سيتي الغريم التقليدي للشياطين الحمر قبل أن يتدخل ناديه السابق لخطف الصفقة.

ورغم هذه الدهشة، إلا أن هناك بعض الأسباب التي تجعل هذه الخطوة منطقية إلى حد كبير..

مشروع يحتاج لوقت

ماسيميليانو أليجري العائد من جديد ليوفنتوس، كان هو من جلب رونالدو إلى الفريق من أجل مساعدته على الفوز بدوري أبطال أوروبا في 2018.

الفكرة وقتها كانت باستغلال النجم البرتغالي وسط مجموعة ناضجة ومميزة من النجوم، لم ينقصها سوى لاعب استثنائي مثل رونالدو.

الوضع الآن يختلف كثيرًا بعد خسارة لقب الدوري الموسم الماضي لصالح إنتر وانهيار السيطرة المحلية، حيث يبدو أن يوفنتوس سيعتمد على مجموعة من اللاعبين الأصغر سنًا، في مشروع قد تظهر نتيجته في المستقبل.

ماتايس دي ليخت، مانويل لوكاتيلي، وستون مكيني، فيديريكو كييزا وديان كولوشيفسكي، جميعها عناصر صغيرة في السن ستكون العمود الفقري للفريق.

عناصر الخبرة تتمثل في جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي، وقريبًا سينخفض مستواهما وتأثيرهما بسبب تقدمهما في السن، بالإضافة لبعض اللاعبين الآخرين أقل جودة مثل دانيلو وأدريان رابيو وأليكس ساندرو، وألفارو موراتا وآرون رامزي وفويتشيك شتشيسني.

ربما باولو ديبالا هو اللاعب الوحيد مع كييزا وبونوتشي وكيليني ولوكاتيلي، هم من يمكنهم مساعدة يوفنتوس بالشكل المطلوب الآن، ولكن هذا ليس كافيًا.

لذلك قرر رونالدو الرحيل لأن عمره 36 سنة، ولا يمكنه الانتظار لسنوات من أجل ظهور نتائج هذا المشروع الجديد، خاصة وأنه لا يضمن استمرار مستواه بنفس الشكل لسنوات قادمة.

فريق أجهز

صحيفة "ميرور" البريطانية أكدت أن رونالدو وافق على تخفيض راتبه بمقدار 6 ملايين جنيه استرليني من أجل تسهيل انتقاله إلى مانشستر يونايتد.

وهو ما يؤكد أن قرار رحيله عن يوفنتوس جاء لأسباب رياضية بحتة بغض النظر عن أي أشياء أخرى، ولكن لماذا الشياطين الحمر؟

لو نظرنا إلى الفريق الحالي لمانشستر يونايتد، سنجد أنه من أقوى التشكيلات في أوروبا، بسبب تواجد مجموعة مميزة من العناصر بكل المراكز.

الأمر الذي يجعل الانتقال لهم يمثل ميزة كبيرة لرونالدو، ليجد كل الإمكانيات المتاحة من أجل الظهور بأفضل مستوى ممكن له في هذا السن، مما قد يساعده على تحقيق المزيد من الألقاب الجماعية وربما كرة ذهبية سادسة عكس ما كان متاحًا له في يوفنتوس، حيث لم يحصل على هذه الجائزة وتوقف رصيده عند 5 كرات منذ انتقاله للفريق في 2018.

رقم قياسي جديد يُحطم! 🐐

1️⃣ 1️⃣ 1️⃣ هدفاً مع البرتغال 🇵🇹 والرقم قابل للزيادة! 🤯🔝

كم هدفاً سجله كريستيانو رونالدو في شباك منتخب بلادك؟ 🤔 pic.twitter.com/caXoCtWtia

— GOAL Arabia (@GoalAR) September 3, 2021

دافيد دي خيا، رافاييل فاران، هاري ماجواير، لوك شاو، آرون وان بيساكا، بول بوجبا، سكوت مكتوميناي، برونو فيرنانديش، ماركوس راشفورد وجادون سانشو وإدينسون كافاني مجموعة رائعة لا ينقصها سوى رونالدو لاعتلاء كافة منصات التتويج الممكنة.

الفريق الذي يدربه النرويجي أولي جونار سولشاير زميل رونالدو السابق، يعتبر أكثر جاهزية وجاذبية، ولكن كان أمامه أيضًا مانشستر سيتي الذي لا يقل قوة وهو ما يضعنا أمام سبب آخر.

الخيار الآمن

رونالدو عانى العديد من الضغوط في يوفنتوس، لأنه كان مطالبًا بمساعدة الفريق على تحقيق دوري أبطال أوروبا مع الفريق الإيطالي، وكان هذا هو السبب الرئيسي لتعاقدهم معهم.

الأمر كان سيمر به أيضًا مع مانشستر سيتي، فريق بيب جوارديولا الذي حقق كل شيء محليًا ولكنه لم يتوج بأي لقب أوروبي حتى الآن.

انتقال رونالدو لسيتي كان سيضع ضغط دوري الأبطال عليه مرة أخرى، وكذلك كان سيجعله مكروهًا من جماهير فريقه السابق، بسبب تصريحاته أكثر من مرة حول استحالة انتقاله إلى الغريم التقليدي للشياطين الحمر.

ولذلك قرر العودة إلى أولد ترافورد، المكان الآمن الذي يعتبر بمثابة المنزل له، ولديه قاعدة جماهيرية طاغية في هذا النادي منذ رحيله إلى ريال مدريد في 2009.

وهو السبب الذي يجعل الضغوط أقل بكثير على رونالدو في هذه المرحلة السنية من عمره، حتى ولو كان مطالبًا بقيادة الفريق نحو الألقاب الكبرى الغائبة منذ رحيل السير أليكس فيرجسون، لأنه لو لم يحققها فهو لديه الرصيد الكافي الذي يشفع له عند الجماهير.