عوامل جذب برشلونة .. لماذا يُعد كامب نو وجهة مُفضلة لنجوم العالم؟

لا يخفى على أي متابع لكرة القدم الأزمة المالية والرياضية التى يمر بها نادي برشلونة في آخر ثلاث سنوات وإن ظهر الأمر بوضوح أكبر في آخر عامين مع رحيل ليونيل ميسي أيقونة النادي، بصورة مجانية، بالإضافة إلى أزمة الرواتب والديون والتى أصبحت سمة خاصة لبرشلونة وخبر كل دقيقة عن الفريق الكتالوني.

ولكن على الرغم من كل ذلك لا يزال البرسا عامل جذب لنجوم كرة القدم، حيث يرى الجميع روبرت ليفاندوفسكي يتمرد على بايرن ميونخ ويُصرح علانية برغبته في ارتداء قميص برشلونة، كذلك ارتبط كريستيانو رونالدو بالانضمام إلى البلوجرانا في خبر صادم لجميع متابعي كرة القدم، اللاعب البرتغالي الذي ظل عدوًا لدودًا لجماهير برشلونة لسنوات طويلة أصبح الآن يطلب القرب من الفريق الذي مثل أوان غريمه التقليدي لتسع سنوات.

بالإضافة لرفض رافينيا دياز جناح ليدز يونايتد الانضمام إلى تشيلسي، في انتظار عرض من برشلونة، وطلب برناردو سيلفا اللعب في الكامب نو على الرغم من وجوده في مانشستر سيتي بطل إنجلترا في السنوات الثلاث الماضية.

وتظل هناك عدة عوامل تجعل برشلونة نادٍ جذاب رغم كل هذا السواد القاتم في أطراف ملعب كامب نو.

برشلونة الهوية والآصالة

Una bandera ens agermana

بعلم واحد يوحدنا للاخوة

Blaugrana al Vent

البلوجرانا الى السماء

Un Crit Valent

صرخة شجاعة

Tenim Un Nom el Sap tothom

نحن لدينا اسم كل الناس تعرفه

Barca , Barca , Barca, ,

برسا ..برسا..برسا

نشيد برشلونة الرسمي باللغة الكتالونية، والعربية

العامل الأول الذي يجعل برشلونة نادي جذاب هو امتيازه بهويته الواضحة، كرويًا وسياسيًا منذ أن أسسه السويسري جوان جامبر في 1899.

برشلونة ليس مجرد نادي بالنسبة لجماهيره، وبالنسبة لكرة القدم فهو النادي ذو السمعة الكروية القائمة على اللعب الممتع والكرة الجميلة التى يفضلها الكثير من المشجعين على التتويج بالبطولات، لكن النادي الكتالوني جمع بين الشيئين معًا الكرة الجميلة وحصد الألقاب.

طريقة برشلونة في اللعب على الاستحواذ وخلق لمسات ساحرة ومبدعة في أرضية الملعب هو عامل جذب كبير للعديد من اللاعبين وليس المشجعين فقط.

"قلة من اللاعبين يمكن أن تقول لا لأعظم ناد في العالم" فرانك كيسييه عقب توقيعه عقود الانضمام إلى برشلونة.

“عندما كنت في الثامنة من عمري كتبت على قطعة من الورق أن حلمي كان أن ألعب لبرشلونة”. أندرياس كريستنسن في مؤتمر تقديمه كلاعب جديد للبرسا.

تشافي ووضوح المشروع

في البداية تشافي كان مؤيدًا لفيكتور فونت منافس جوان لابورتا على رئاسة النادي، لكن لابورتا أدرك بسرعة مدى شعبية تشافي بين الجماهير، لذلك جاءت أول القرارت المصيرية من رئيس النادي الجديد آنذاك بإقالة رونالد كومان من منصبه كمدير فني والتعاقد مع تشافي هيرنانديز الذي لم يكن خاض تجربة تدربية الإ مع السد القطري.

وصرح جوردي كرويف المستشار الرياضي للنادي حين تعيين تشافي قائلًا: "يعلم الجميع أن لديه فلسفة تتناسب تمامًا مع هذا النادي، إنه يعرف محيط النادي وعاش فترات الصعود والهبوط كلاعب، لذلك كانت هناك العديد من الجوانب التي كانت بالفعل على استعداد جيد".

تشافي حقق المطلوب ولو جزئيًا في نصف موسم تقريبًا، حيث أنهى الدوري في المركز الثاني وضمن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، وضرب ريال مدريد برباعية نظيفة في سانتياجو برنابيو.

وبدأ البعض يرى أن تشافي سيكون جوارديولا جديد في كامب نو، بل أن أفكار بالنسبة لبعض اللاعبين قد تكون أكثر وضوحًا أو إثارة، وهو ما يظهر في تصريحات فيران توريس الذي قال متحدثًا عن دور تشافي هيرنانديز المدير الفني للفريق في إقناعه بترك السيتي والانضمام إلى برشلونة: "القدوم إلى نادي برشلونة شيء رائعً ووجود تشافي هيرنانديز كمدرب، كان حاسمًا في اختياري للانضمام إلى النادي، لقد نقل فكرته إلي ورغبته وفعلت كل شيء ممكن للقدوم إلى البارسا".

وإذا كان توريس لاعبًا افتقد للمشاركة الأساسية في نظام مانشستر سيتي، فكذلك ربطت تقارير عديدة برناردو سيلفا برغبته في ترك مشروع بيب والانتقال إلى مخططات تشافي، وبالتأكيد اللاعب البرتغالي أحد الأعمدة الأساسية في نظام جوارديولا.

وليس ذلك وحسب فقد أعلن فرانك كيسييه في أول تعليق له عن سر قدومه إلى برشلونة قائلًا: "عندما يتصل بك مدرب عظيم مثل تشافي الذي كان لاعبًا رائعًا، فالقرار يصبح سهلًا وتكتشف أن كل جهودك كانت تستحق العناء".

بذكريات ولاية لابورتا الأولى

جوان لابورتا فرس رهان في المعادلة الخاصة بجذب النادي لكبار اللاعبين، السياسي الكتالوني البارز قاد البرسا من قبل في ولاية أولى لم تكن بدايته أقل سوءً من الولاية الثانية، حيث فاز بالانتخابات عام 2003، ليعيد برشلونة إلى مساره الصحيح بذكائه الإداري حينها، وهو ما يجعله مرشح لتحقيق نفس الأمر في ولايته الثانية الآن.

لابورتا حينما تسلم ولايته الأولى كان برشلونة لم يحقق أي بطولة منذ 1999، لكن خلال السنوات الثلاث الأولى تحت رئاسته تحول الفريق إلى منافس فعلي لجميع الأندية الأوروبية الكبرى، وبصفقات كبرى، مثل ديكو وصامويل إيتو ورونالدينيو ومارك فان بوميل، وجانلوكا زامبروتا وليليان تورام بالإضافة إلى الاعتماد على شباب أكاديمية لاماسيا ليظهر إلى النور كل من أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز، وسيرجيو بوسكيتس، وليونيل ميسي.

وشهدت السنوات الأولى تحقيق بطولة الدوري الإسباني مرتين متتاليتين لأول مرة في تاريخ النادي آنذاك، بل وحصد بطولة دوري أبطال أوروبا في 2006، ومغامرة غير متوقعة بتعين بيب جورديولا مدرب برشلونة حينها كمدير فني للفريق الأول لتتحقق السداسية التاريخية في 2009 قبل أن تنتهي ولايته ليعود إلى نشاطه السياسي في 2010، ويخلفه ساندرو روسيل.

جوان لابورتا عقب التعاقد مع أندرياس كريستنسن: “عادت مصداقية النادي، نحن محظوظون لأن معظم النجوم يريدون القدوم إلى برشلونة، عندما تكون هناك فرصة، ينظر إليها الجميع ويتحمسوا ويفكروا فيها، بسبب تاريخنا، نحن نادٍ جذاب للاعبين الكبار أنا لا أتحدث عن أي لاعب بعينه، ما زلنا نادٍ جذاب للغاية حتى لو كان لدينا مشكلة مؤقتة”.

فهل يقدر لابورتا على حل المشكلة المؤقتة؟

الكلاسيكو

عامل جذب فعال وحقيقي للغاية لاختيار اللعب بقميص برشلونة، وهو ما سيتيح لك لعب مباريات الكلاسيكو ضد ريال مدريد، المباراة التى تحظى بشعبية كبيرة بين عشاق كرة القدم.

مباريات برشلونة وريال مدريد هي علامة تاريخية في كرة القدم، وشيء يرغب كل لاعبي العالم في تجريبته بأي من اللونين.

"أي أحد يمكن أن يمر بفترة سيئة لكن برشلونة قيمته المادية ضخمة، ريال مدريد وبرشلونة هما أفضل ناديين في العالم والتقليل بفريق بحجم البرسا لأنه يمر بفترة صعبة يبدو لي أمرًا سخيفًا". فلورنتينو بيريز متحدثًا عن وضع برشلونة الصعب

هل هناك أفضل من كلام العدو الأزلي لإثبات قيمتك؟

عوامل نفسية

لا تشكل العوامل الرياضة فقط اختيارات اللاعبين للانضمام إلى برشلونة، أو أي ناد آخر، لكن توجد أيضًا بعض العوامل النفسية والتى يتفوق فيها برشلونة على العديد من الأندية بسبب سمعته الرائعة.

1- "Brand Image" أو صورة العلامة التجارية، يمكن تعريفه على أنه تصور العلامة التجارية في أذهان العملاء، هذه الصورة تتطور بمرور الوقت، حيث يشكل العملاء صورة بناءً على تفاعلاتهم وخبراتهم مع العلامة التجارية، تحدث هذه التفاعلات بأشكال عديدة ولا تنطوي بالضرورة على شراء أو استخدام المنتجات والخدمات.

وبكل تأكيد برشلونة يعد أحد العلامة الرياضية الأكثر شهرة في العالم، مما يجعله وجهة محتملة للعديد من اللاعبين البارزين.

2-"Anchoring" أو الانحياز المعرفي، هو الميل إلى الحكم على قوة الحجج القائمة على أساس معقولية استنتاجها بدلًا من مدى تأييد الحجة لهذا الاستنتاج.

ولتبسيط الصورة أكثر هو رؤية اللاعبين لشعبية النادي وإنجازته في السابق، وهو ما يؤكد لهم بما لا يدع للشك إن النادي قادر على العودة إلى أمجاده على الرغم من الظروف السيئة التى يمر بها، وهو قد يكون اعتقاد خاطئ أو يكون صواب.