انتقل البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صيف 2017، بعد أن دفع نادي العاصمة الفرنسية 222 مليون يورو قيمة فسخ العقد مع برشلونة الإسباني.
انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان أحدث ضجة كبرى في سوق الانتقالات، بعد أن أصبح البرازيلي أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.
صفقة انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان أدت إلى العديد من التبعات، سواء بالنسبة إلى برشلونة أو النادي الفرنسي، أو حتى في كرة القدم العالمية.
لكن، ماذا لو لم تتم صفقة انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان؟ كيف كانت ستغيير الأمور في عالم كرة القدم خلال السنوات القليلة الماضية؟
"جول" يصحبكم في تقرير تخيلي للتعرف على الأجواء إذا ما استمر نيمار في برشلونة خلال السنوات القليلة الماضية.
الصداقة بين نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي تعد وطيدة للغاية، وتعززت خلال السنوات التي قضاها البرازيلي في برشلونة.
ميسي كان أحد أهم الداعمين لعودة نيمار إلى "كامب نو" في السنوات القليلة الماضية.
لكن بعد انتهاء عقد ميسي مع برشلونة في الصيف الماضي، توجه الأرجنتيني إلى باريس سان جيرمان، ليلعب بجوار نيمار من جديد.
ومن شبه المؤكد، أن استمرار نيمار في برشلونة كان سيعزز استمرار ميسي مع النادي الكتالوني.
خلال فترة تواجد نيمار في برشلونة بين 2013 و2017، تمكن النادي الكتالوني من تحقيق الثلاثية بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا.
ثلاثية برشلونة التاريخية تحققت في موسم 2014-2015، والذي التهم فيه "البلوجرانا" الأخضر واليابس بقيادة ميسي ونيمار ولويس سواريز.
استمرار نيمار في برشلونة إلى ما بعد 2017، وبجواره ميسي وسواريز، كان من الممكن أن يمنح برشلونة لقب دوري أبطال أوروبا مرة أخرى، وربما ثلاثية جديدة في خزائن "البلوجرانا".
عدم انضمام نيمار إلى باريس سان جيرمان في 2017 كان سيعني بالتأكيد أن مسؤولي "حديقة الأمراء" سيوجهون أنظارهم نحو أهداف أخرى في سوق الانتقالات.
انضمام نيمار إلى باريس سان جيرمان جاء في الأساس ليقود الفريق نحو أهم أهدافه، وهو تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، والذي لم يحدث حتى الآن.
ربما كان باريس سيحاول ضم "رجل دوري الأبطال" البرتغالي كريستيانو رونالدو، في رحلة الحلم نحو تحقيق اللقب الذي لا يزال غائبًا عن نادي العاصمة الفرنسية.
منذ رحيل نيمار، وفي محاولة لاستغلال قيمة الصفقة الكبيرة، تعاقد برشلونة مع عدد كبير من اللاعبين مقابل مبالغ عالية للغاية.
برشلونة تعاقد مع عثمان ديمبيلي من بوروسيا دورتموند في 2017 في صفقة تخطت قيمتها 105 مليون يورو، وحتى الآن والإصابات تعرقل مسيرة اللاعب في "كامب نو".
كما تعاقد النادي الكتالوني مع البرازيلي فيليبي كوتينيو من ليفربول الإنجليزي، وهي صفقة لا تزال تثير الجدل بسبب البنود الغريبة التي يحصل منها "الريدز" على أموال طائلة، رغم أن الصفقة تمت في يناير 2018 مقابل 150 مليون يورو.
كما تعاقد برشلونة أيضًا مع أنطوان جريزمان من أتلتيكو مدريد، لكن اللاعب عاد أدراجه في الصيف الماضي بعد موسمين مخيبين للآمال في "كامب نو".
كل تلك الصفقات جاءت في محاولة لتعويض نيمار، وتكبد منها برشلونة خسائر فادحة في ميزانيته بسبب قيمة كل الصفقة، ورواتب اللاعبين الكبيرة.
وفي حالة استمرار نيمار مع برشلونة، فإن تلك الصفقات ربما لم تكن لتتم.
تولى إرنستو فالفيردي مهمة قيادة برشلونة فنيًا في صيف 2017، ولم تسنح له الفرصة لتدريب نيمار في مباريات رسمية مع النادي الكتالوني.
فالفيردي قضى موسمين ونصف مع برشلونة، حيث رحل في يناير 2020، بعد أن حقق لقب الدوري الإسباني مرتين، ولقب كأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الإسباني مرة واحدة.
استمرار نيمار كان سيمنح إرنستو فالفيردي فرصة أفضل مع برشلونة، خاصة أن رحيل البرازيلي جعل الأمور تتخبط بعض الشيء خاصة في الشق الهجومي.
فالفيردي، ومنذ رحيله عن برشلونة لم يقم بتدريب أي فريق حتى الآن، وربما كانت مسيرته ستختلف تمامًا إذا لم يرحل نيمار إلى "حديقة الأمراء".
تعاقد برشلونة مع فيليبي كوتينيو منح ليفربول فرصة التعاقد مع الهولندي فيرجيل فان دايك، في نفس فترة الانتقالات، يناير 2018.
تعاقد ليفربول مع فان دايك جاء ليمنح "الريدز" قوة استثنائية في خط الدفاع، أضيفت إلى خط الهجوم المكون من محمد صلاح وروبرتو فيرمينو وساديو ماني.
انضمام فان دايك إلى ليفربول ساعد فريق المدرب يورجن كلوب على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في 2019، والدوري الإنجليزي في موسم 19-20.
كل ذلك ربما جاء بفضل رحيل نيمار عن برشلونة، ثم انتقال كوتينيو إلى النادي الكتالوني.
رحيل نيمار إلى باريس سان جيرمان ساهم بطريقة أو بأخرى في أزمات برشلونة في دوري أبطال أوروبا.
هزائم مثل السقوط أمام روما في ربع نهائي نسخة 17-18، أو هزيمة "أنفيلد" التاريخية في نصف نهائي 18-19، أو الهزيمة بنتيجة 8-2 أمام بايرن ميونخ الألماني في ربع نهائي نسخة 19-20، كل تلك النتائج كان يمكن تجنبها إذا ما استمر نيمار في برشلونة.
استقرار النتائج، وتحقيق البطولات إذا ما استمر نيمار مع برشلونة، كان سيدعم مجلس إدارة جوسيب ماريا بارتوميو.
بارتوميو رحل عن برشلونة بعد أزمات عديدة سواء رياضية أو هيكلية، أثرت بشكل كبير على النادي في السنوات الأخيرة.
ربما كان استمرار نيمار مع برشلونة وإذا ما كانت النتائج مواتية، فإن التغييرات في إدارة برشلونة الفنية كانت ستصبح محدودة للغاية.
ربما كان ذلك سيؤدي إلى استمرار تشافي هيرنانديز مع نادي السد، وعدم عودته كمدرب لنادي برشلونة بعد نهاية فترة الهولندي رونالد كومان.
بالتأكيد فإن جائحة كورونا أثرت بشكل بالغ على العديد من أندية أوروبا، ومن بينهم برشلونة بطبيعة الحال.
جزء من أزمة برشلونة الاقتصادية، والذي تزامن مع الأثر الاقتصادي للجائحة، تمثل في دفع الملايين للاعبين تعاقد معهم النادي لتعويض نيمار، لكنهم لم يفيدوا الفريق.
أزمة برشلونة الاقتصادية كانت ستصبح أقل وطأة بالتأكيد إذا ما استمر نيمار في ملعب "كامب نو".
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : GOAL [1] , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : GOAL [1] مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.
0 تعليق