موقع اخبار كورة - دخل السويسري أورس فيشر، المدير الفني السابق لنادي يونيون بيرلين، ضمن خيارات النادي الأهلي للقيادة الفنية خلفًا للإسباني خوسيه ريبييرو. ويبحث النادي الأهلي عن بديل للإسباني خوسيه ريبييرو على مدار 21 يومًا منذ إقالته مع نهاية شهر أغسطس الماضي. وظهر اسم أورس فيشر على رأس قائمة المرشحين لخلافة خوسيه ريبييرو خلال الفترة القادمة، مع وجود بعض الخلافات حول بنود العقد لإتمام التعاقد معه. وخلال التقرير الحالي، سنستعرض زوايا مختلفة من مسيرة المدرب السويسري خوسيه ريبييرو التدريبية. إنجاز بيرلين التاريخي لعل أبرز إنجازات أورس فيشر في مسيرته التدريبية هو ما حققه مع يونيون بيرلين، والذي نستطيع تسميته بالثورة الحقيقية رغم عدم تحقيقه لأي ألقاب مع النادي الألماني. أورس فيشر حقق 3 ألقاب مع بازل السويسري، لكن رغم ذلك تبقى المحطة الأكبر في مسيرته هو يونيون بيرلين بسبب الطفرة الكبيرة التي حققها في ألمانيا. فيشر وصل إلى يونيون بيرلين وهو فريق من فرق وسط الجدول في الدرجة الثانية من الدوري الألماني، وكان طموح الفريق الوحيد هو العودة للبوندسليجا. فيشر نجح في أول مواسمه في قيادة يونيون بيرلين إلى الدوري الألماني الممتاز، لكن هذا ليس الإنجاز الذي حققه مع الفريق بيطبيعة الحال. وفي الموسم التالي، احتل يونيون بيرلين المركز الـ11 في ترتيب الدوري الألماني وهو طفرة واضحة في مكانة الفريق في دوري الكبار. ثم بعد ذلك بدأ الإنجاز الحقيقي لأورس فيشر، إذ قاد يونيون بيرلين للتأهل إلى الدوري الأوروبي في ثالث مواسمه مع الفريق بعدما احتل المركز السابع. وفي الموسم الرابع، واصل يونيون بيرلين التطور بعدما احتل المركز الخامس وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لدوري أبطال أوروبا، إذ تأخر عن لايبزيج، صاحب المركز الرابع حينها بنقطة وحيدة. وفي موسمه الأخير من يونيون بيرلين أكمل إنجازه ليبقى خالدًا في تاريخ النادي، بعدما قاد الفريق للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا بعد احتلاله المركز الرابع. بالتالي، فإن أورس فيشر حول يونيون بيرلين من فريق وسط جدول في الدرجة الثانية إلى واحد من أضلاع المربع الذهبي في بوندسليجا في 5 مواسم فقط، وهو ما يُعد إنجازًا بل إعجاز إن صح التعبير. والدليل على العمل الكبير الذي قام به فيشر، أنه بمجرد رحيله عن تدريب يونيون بيرلين، عاد الفريق للمنافسة على البقاء بعدما أنهى الموسم في المركز الخامس عشر "آخر مراكز الباقيين في الدوري الألماني". حقيقة فيشر الدفاعي رغم إنجازاته مع يونيون بيرلين، إلا أن بعض الآراء تقوم بوصف أورس فيشر أنه مدرب دفاعي كونه اعتماد على طريقة دفاعية نسبيًا مع الفريق الألماني. لكن الحقيقة وبمراجعة مشوار أورس فيشر التدريبي سنجد أنه مدرب "باراجماتي" غير محسوب على مدرسة تدريبية بعينها، لكنه يتكيف بحسب قدرات الفريق الذي يملكه. على سبيل المثال، حينما تولى أورس فيشر تدريب بازل، فهو يدرك كونه متولي تدريب فريق بطل، فكان الفريق يلعب بشكل هجومي ويبحث عن إحراز الأهداف أكثر من استقبال اللعب. لذلك سنجد أن بازل مع أورس فيشر حافظ على الدوري السويسري في الموسمين اللذين قادهما فيهما، كما حقق الفوز بنسبة 68% تقريبًا وهو رقم كبير. بجانب نسبة الفوز المرتفعة، فإن بازل مع فيشر كان يسجل بمعدل 2.3 هدفًا في المباراة الواحدة وهو ما يدل عن النهج الهجومي الذي اتبعه المدرب السويسري. لكن حينما تحول فيشر لتدريب فريق مثل يونيون بيرلين، فإنه اتجه لأسلوب لعب متحفظ أكثر لأنه مع فريق أقل من حيث الإمكانيات ولا يستطيع مناطحة الكبار. وحينما تتولى تدريب فريق في الدرجة الثانية، فليس هناك سوى اللعب بأسلوب أكثر تحفظًا وذكاء أكبر من أجل تحقيق الانتصارات والإنجازات التي وصل لها فيشر مع يونيون بيرلين. بالتالي، فكما أكدنا أن فيشر هو مدرب باراجماتي يتكيف حسب الإمكانيات المتاحة له، وهو ما يناسب بيئة الأهلي بشكل عام والذي حققت نجاحات كبيرة مع الفريق هي المدرسة الباراجماتية. شخصية محبوبة هناك تخوف كبير داخل جماهير الأهلي من شخصية المدرب القادم للفريق خاصةً مع امتلاء الفريق بالنجوم الكبيرة والتي تحتاج للسيطرة عليهم في خدمة الفريق. وخلال تجاربه السابقة، عُرف فيشر أنه مدرب صاحب شخصية قيادية لكنه في نفس الوقت محبوب من اللاعبين ويستطيع تكوين علاقات قوية معهم. وعلق كريستوفر تريمل قائد يونيون بيرلين تحت قيادة أورس فيشر عن شخصية المدرب السويسري: "يُحب أن يكون مُلمًا بكل شيء داخل الملعب وخارجه". أما تايو أوني والذي تألق بشكل ملفت مع يونيون بيرلين خلال فترة أورس فيشر، وصف المدرب السويسري بأنه "الأب الروحي" الذي ساعده على التطور والتأقلم. بجانب خلقه أجواء عائلية دائمًا في الفرق التي يتولى تدريبها، لكنه يقوم بذلك بنوع من الحزم حيث أنه لا يسمح بالخروج عن النص إطلاقًا ويقوم بإجراءات صارمة بمجرد حصول ذلك. بالتالي نستطيع تقييم شخصية فيشر بأنه مدرب محبوب من اللاعبين والعاملين تحت قيادته ولكن في نفس الوقت يفرض الصرامة على فريقه لعدم الخروج عن نظامه.