تواجه بطولة كأس العالم، التي ستحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية، بشكل مشترك مع كندا والمكسيك، خلال الفترة ما بين 11 يونيو حتى 19 يوليوز 2026، تحديات مناخية جسيمة، لا سيما ارتفاع درجات الحرارة.

وألقت الظروف المناخية القاسية التي شهدتها مباريات كأس العالم للأندية الأخيرة في الولايات المتحدة بظلالها على الاستعدادات، مما دفع الخبراء إلى دق ناقوس الخطر، بعدما تسبّبت التقلبات الجوية، إلى إيقاف العديد من المواجهات لفترات طويلة.

وأكد البروفيسور "مايك تيبتون"، الأخصائي في تأثيرات درجات الحرارة العالية على جسم الإنسان من جامعة بورتسموث، في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عليه دراسة إمكانية إقامة نهائي كأس العالم، الذي سيُجرى يوم 19 يوليوز 2026، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بتوقيت أمريكا (14:00 بتوقيت المغرب).

ويأتي هذا المُقترح بعد أن تعرض اللاعبون، لظروف قاسية على مستوى الأحوال الجوية، في بعض مباريات كأس العالم للأندية، أبرزها موجة الحر الشديدة التي ضربت شرق أمريكا الشمالية، حيث وصلت درجة الحرارة في نيويورك إلى 39 درجة مئوية يوم 24 يونيو، وهو رقم قياسي، في الوقت الذي سيستضيف فيه ملعب "ميتلايف ستاديوم" بولاية "نيو جيرسي" نهائي المونديال، والذي يفتقر لسقف أو مناطق ظل كافية.

وأكّد البروفيسور "تيبتون"، الذي عمل مع رياضيين بريطانيين عانوا من الإجهاد الحراري، أن الحل الأمثل والأكثر أمانا في حال تكررت هذه الظروف هو إعادة جدولة المباريات إلى أوقات مبكرة من الصباح، حتى لو تعلق الأمر بالمباراة النهائية، ورغم إدراكه للتحديات اللوجستية المتعلقة بحضور الجماهير، ومراعاة مصالح جهات البث والرعاة الذين يفضلون مواعيد متأخرة لجذب الجمهور الأوروبي، إلا أنه يشدد على أولوية الصحة والأداء.

واعتبر المتحدث ذاته، أن المخاطر الصحية لا تقتصر على اللاعبين فحسب، بل تمتد إلى الحكام والجماهير مما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق المنظمين إذا ما استمرت المباريات في ظروف تدعو البيانات العلمية لوقفها، وقد يستدعي الأمر تغييرات جذرية في طريقة اللعب، كتقسيم المباريات إلى أرباع بدلا من أنصاف، بعدما دقّ مونديال الأندية "جرس الإنذار"، قبل كأس العالم.

وأشار "سيمون كينغ"، أحد خبراء الأرصاد الجوية في "بي بي سي"، أن تغير المناخ سيزيد من شدّة موجات الحر، معتبرا أن نسخة مونديال 2026 بأمريكا، قد تكون "الأكثر سخونة على الإطلاق" إذا تزامنت مع موجة حر، حيث يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة مؤشر 50 درجة مئوية في بعض المناطق عند احتساب الرطوبة.