في ظل التحولات التي يشهدها ريال مدريد، مع بدء حقبة المدرب الجديد، تشابي ألونسو، باتت أسماء عديدة تبرز بقوة، مثل غونزالو غارسيا، دين هويسن، وأردا غولر، الذين خطوا خطوات واسعة نحو إثبات أنفسهم، وكسب ثقة المدرب الباسكي، بأداء لافت وتكيف سريع مع متطلبات الفريق. لكن، وكما هي العادة في عالم كرة القدم، غالبًا ما يأتي صعود نجم على حساب آخر، ويبدو أن المغربي براهيم دياز، هو أحد أبرز المتضررين من هذه المرحلة الانتقالية، وهو ما تجلى بوضوح خلال كأس العالم للأندية، البطولة التي كان يُفترض أن تمثل فرصة له لإثبات ذاته في خضم تدوير اللاعبين وضغط المباريات، إلا أنه اكتفى بخوض 103 دقائق، ودائما كان يدفع به ألونسو كبديل، أما في دور ثمن النهائي وربع النهائي، فإنه بقي حبيس كراسي البدلاء. وكتبت صحيفة "آس" الإسبانية عن وضعية براهيم دياز: "ابن ملقة يواصل فقدان مكانته في ريال مدريد". في موسمه الأول بعد العودة (2023/2024) تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، كان دياز يُعتبر "اللاعب الثاني عشر"، وكان ورقة رابحة معتادة من مقاعد البدلاء وبديلًا حيويًا لـرودريغو وبيلينغهام، حيث شارك في 44 مباراة مسجلًا 12 هدفًا وقدم 9 تمريرات حاسمة، وبدأ نصف هذه المباريات أساسيًا (22 مباراة)، محققًا 2006 دقيقة لعب بمعدل 45.5 دقيقة لكل مباراة. أما في الموسم الأخير (2024/2025)، فقد ارتفع عدد مشاركاته إلى 56 مباراة، لكن بمعدل إحصائي أكثر تواضعًا: 6 أهداف و7 تمريرات حاسمة. ورغم أن هذه الأرقام قد توحي بزيادة في دوره، إلا أن الحقيقة مختلفة؛ فقد بدأ أساسيا في 23 مباراة فقط، وبلغ مجموع دقائق لعبه 2286 دقيقة، مما يعني تراجع معدل الدقائق لكل مباراة إلى 40.8 دقيقة، ليؤكد بذلك أن حضوره في الملعب أصبح أقل نسبيًا رغم خوضه لمباريات أكثر. ولا يقتصر تراجع دور دياز على الأرقام وحسب، بل يمتد ليشمل المنافسة الشديدة داخل الفريق. فإلى جانب رودريغو وبيلينغهام، برز أردا غولر بقوة، وأصبح عنصرًا أساسيًا في خطط تشابي ألونسو، بل وتولى مهمة تنظيم اللعب في غياب لاعب وسط صريح خلال كأس العالم للأندية. ومنح المدرب الباسكي زمام قيادة السفينة المدريدية، لغولر، مما قلص فرص براهيم دياز بشكل أكبر، حتى وإن كانت مراكزهما ليست متطابقة تمامًا، يضاف إلى ذلك، وصول فرانكو ماستانتونو الذي استثمر فيه النادي الملكي 63.2 مليون يورو، في رهان واضح على موهبته، مما يشير إلى أنه سيحصل على دور متزايد في خطط ألونسو، وهو ما يزيد المشهد تعقيدًا على النجم المغربي. على الرغم من هذا السياق الصعب، يواصل براهيم دياز الصمود والمقاومة، وتشير التقارير إلى أنه قريب من تجديد عقده الذي ينتهي عام 2027، وقد يستفيد بشكل كبير من رحيل مرتقب لأحد زملائه البارزين، رودريغو، حيث أظهر بايرن ميونخ وأرسنال اهتمامًا بالبرازيلي، وانضم إليهما مؤخرًا ليفربول، في حال رحيل محتمل للاعبه لويس دياز. ورغم عدم وجود أي اتفاق نهائي حتى الآن، إلا أن مستقبل رودريغو يبدو بعيدًا عن "سانتياغو برنابيو"، وهو ما قد يفتح الباب أمام دياز للحصول على فرصة أكبر، ويظل وضع براهيم غير مؤكد، لكن احتمالية بيع رودريغو قد توفر له فرصة جديدة.