موقع اخبار كورة - لم تكن المواجهة الودية التي خاضها فريق ريال مدريد ضد تيرول في إنسبروك مجرد بداية لأقصر فترة تحضيرية في تاريخ ريال مدريد، بل كانت خطوة جديدة في مسار التحول الذي يقوده المدرب تشابي ألونسو منذ المعسكر الأمريكي، حيث ظهر الفريق بملامح مختلفة ومشروع فني واضح المعالم.

تشكيلة ورسائل مبكرة

اعتمد تشابي على خطة 4-3-3 الكلاسيكية تكونت من : كورتوا؛ ترينت ألكسندر أرنولد، إيدير ميليتاو، هويسن، كاريراس؛ تشواميني، أردا جولر، سيبايوس؛ براهيم دياز ، كيليان مبابي، وفينيسيوس جونيور.

التشكيلة حملت إشارات واضحة لخياراته الأساسية، مع عودة فالفيردي المنتظرة بعد التعافي من إصابة بسيطة.

محور الدفاع

• إيدر ميليتاو: عودة قوية بعد عامين من الإصابات، واستعادة لصلابة الدفاع.

• دين هويسن: موهبة شابة تملك تمريرات مميزة وبناء لعب نظيف من الخلف.

• أليكس كاريراس: أول ظهور رسمي ناجح، منح فينيسيوس دعما هجوميا ودفاعيا متميزا على الجهة اليسرى.

الوسط: العمود الفقري

• تشواميني: أداء متزن في الارتكاز، استعادة الكرة وتوزيعها بذكاء.

• أردا جولر: قيادة اللعب بنضج لافت وتمريرات بين الخطوط، أبرزها صناعة هدف لمبابي.

الهجوم: تنافس الأجنحة

• إبراهيم دياز: بدأ أساسيا على الجناح الأيمن، قدّم تمريرة حاسمة وأداء جماعي مميز.

• رودريغو: فقد مركز الجناح الأيمن، لكنه سجل هدفا بعد دخوله بديلا وأثبت فعاليته بجانب مبابي.

ووفقًا لصحيفة "آس" الإسبانية فقد كانت هناك العديد من الدلالات حول الهوية الجديدة لريال مدريد تحت قيادة ألونسو، والتي جاءت على النحو التالي: 

محور الخلف

في قلب الدفاع، وجّه تشابي رسالةً قويةً: دين هويسن وإيدر ميليتاو هما ثنائي قلب الدفاع الأساسي. عاد البرازيلي، الذي عانى من الإصابات لمدة عامين، إلى التشكيلة الأساسية بهدفٍ يُظهر جاهزيته التامة للتحدي. واصل هويسن، شريكه في الدفاع، إظهار مهاراته: قلب دفاعٍ من جيلٍ كامل . مهارته في تمرير الكرة تُعدّ من الجواهر الثمينة لتشابي وزملائه. 

لم يكن قلبا الدفاع مفتاح الدفاع الوحيدين. ظهر كاريراس لأول مرة وقدم أداءً رائعًا . كان الجناح الأيسر ملكًا له ولفينيسيوس. أصبح الظهير الثنائي الأمثل للبرازيلي، حيث وفّر عرضًا واسعًا وخط تمريرات ثابتًا . دفاعيًا، أظهر أيضًا صلابة في تمريراته الحاسمة لهويسن.

العمود الفقري

خلال كأس العالم للأندية، قدّم تشابي مؤشرات قوية على لاعبي خط الوسط الذين سيختارهم. كان غولر وتشواميني عنصرين أساسيين في خط الهجوم، وبعد أداء الأمس، تأكد أنهما ركيزة أساسية في فريق ريال مدريد. قدّم الفرنسي أداءً قويًا في دوره المحوري، حيث استعاد الكرات ووزّعها بحكمة.

من ناحية أخرى، يُعدّ التركي بارعًا في هذا المجال. فهو يُدرك أن هذا الموسم سيُرسّخ مكانته في التشكيلة الأساسية، مدعومًا بثقة ابن تولوسا، والأهم من ذلك، بموهبته. في النمسا، تولّى مسؤولية قيادة اللعب بنضجٍ مُذهل، بما في ذلك تمريرة حاسمة لمبابي. تمريراته بين الخطوط ومهاراته الوفيرة في الثلث الهجومي الأخير تُثبت أننا نتعامل مع لاعبٍ استثنائي. 

براهيم أمام رودريجو

على الجناح الأيمن، بدأ إبراهيم المباراة متقدمًا على رودريغو . قرارٌ يؤكد تغييرًا في هيكلية الهجوم. يواجه ابن ملقة موسمًا صعبًا سيظل فيه عنصرًا أساسيًا . حركته وقدرته على التواصل تُهيئان فرصًا مواتية للغاية لشركائه في الهجوم. ضد تيرول، لعب 78 دقيقة، مُقدمًا تمريرة حاسمة ومُستعيدًا العديد من اللاعبين المميزين .

على الجانب الآخر، رودريجو. فقد البرازيلي مركز الجناح الأيمن لأنه لا ينتمي إليه. يستحق أداءه الكروي الأفضل ، وتشابي يدرك ذلك. دخل بديلاً لفينيسيوس في الشوط الثاني وغادر بهدف ، رغم أنه كان من الممكن أن يصبح هدفين بسهولة. "رودري" غارق في مستقبل غامض ، لكنه نجح في تجنب الشائعات، وأثبت أنه شريك رائع لمبابي.

إذا كان هناك ما يُميز ريال مدريد الجديد بقيادة تشابي ألونسو، فهو شدته بعد فقدان الكرة . في إنسبروك، رأينا فريقًا يضغط بتناغم، ويسعى لاستعادة الكرة بسرعة، ولا يسمح لخصومه بالهدوء. كانت هذه أول علامة على جودة جماعية مُشجعة حقًا. وقد جسّد فينيسيوس هذه الميزة ببراعة: في كل مرة يفقد فيها الكرة، يصبح المدافع الأول.

هذا الضغط بعد فقدان الكرة جزء من فلسفة المدرب الجديد. يُدرّب تشابي لاعبيه على أن الدفاع يبدأ لحظة فقدان الكرة . عملية تلقائية، إذا نجحوا، ستُحوّل الفريق إلى وحدة أكثر تفانيًا وقادرة على الهجوم بقوة في نصف ملعب الخصم.