موقع اخبار كورة - طوال الصيف، كان الحديث في مانشستر يونايتد يتمحور حول "تغيير الثقافة"، بعد 12 عامًا من الاضطراب منذ رحيل السير أليكس فيرجسون، وبعد أسوأ موسم للنادي منذ أكثر من نصف قرن، بدا أن اللحظة قد حانت لاتخاذ قرارات جذرية. وكان روبن أموريم المدير الفني الحالي، هو الرجل الذي أوكلت إليه مهمة إعادة بناء الشياطين الحمر.

لكن يبدو أن المشروع الكبير لبناء مانشستر يونايتد الجديد تعرض لضربة قاصية بعد الخسارة أمام جريمسبي أحد فرق الدرجة الثانية الإنجليزية، في بطولة كأس الرابطة الإنجليزية في مباراة مجنونة، لن تمحى من الذاكرة قريبًا

وانتصر جريمسبي تاون على مانشستر يونايتد بنتيجة 12-11 بركلات الترجيح، وذلك بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 2-2، في أمسية كروية مثيرة

على الفور خرجت جماهير مانشستر يونايتد إلى جانب الصحافة الإنجليزية للهجوم على الشياطين الحمر وأيضًا البحث عن أسباب ترنّح المشروع الكبير في بدايته ، رغم الأحلام التي تطلعوا إليه قبل انطلاق الموسم.

ثورة في الكواليس وصفقات بمئات الملايين

وفقًا للتقارير الصحفية منذ اليوم الأول، حرصت إدارة مانشستر يونايتد على إظهار أن التغيير شامل لـ :

1- "فرقة تفكيك" للتخلص من العناصر غير المرغوب فيها.

2- مجلس قيادة من 6 لاعبين لتعزيز الانضباط وروح الفريق.

3- تعاقدات تجاوزت 200 مليون جنيه إسترليني، أبرزها بنيامين سيسكو (74 مليون) وماثيوس كونيا وبرايان مبيومو.

4- تجديد مركز كارينجتون التدريبي بـ50 مليون جنيه إسترليني ليواكب بيئة الأندية الأوروبية الكبرى.

لكن رغم هذه الثورة، سرعان ما ظهرت "الأشباح القديمة". ففي أول جولتين من الدوري، اكتفى الفريق بنقطة واحدة أمام آرسنال وفولهام، ثم جاءت الكارثة الأكبر بالخروج من كأس كاراباو.

انهيار مبكر وصورة مدرب مرتبك

مشهد أموريم وهو يتوارى عن الأنظار أثناء ركلات الترجيح أثار سخرية وغضبًا واسعًا بين الجماهير. كثيرون تساءلوا: هل يمكن تخيّل فيرجسون أو مورينيو يختبئون في لحظة حاسمة؟

تصريحات أموريم بعد اللقاء لم تُطمئن الجماهير، إذ أشار إلى أن "اللاعبين عبّروا عن آرائهم بصوت عالٍ" في إشارة غامضة إلى فجوة بينه وبين الفريق. بل إنه اعترف سابقًا خلال جولة أميركا الصيفية أنه "كان يخشى مباريات الموسم الماضي"، وهو اعتراف رأى فيه كثيرون علامة ضعف.

أزمة قيادة في الملعب

المشهد الأكثر غرابة تمثّل في ترك سيسكو – الصفقة الأغلى – ليسدد ركلة الترجيح الأخيرة بعد أن تردّد طوال السلسلة. بالنسبة لجماهير يونايتد، بدا ذلك امتدادًا لمشكلة القيادة التي يعاني منها الفريق داخل وخارج الملعب.

الأداء المخيّب لم يقتصر على سيسكو. فمبيومو وكونيا – اللذان كانا أبرز أهداف سوق الانتقالات – أهدرا ركلات حاسمة، ولم ينجحا حتى الآن في إقناع المشجعين بأنهما قادران على قيادة النهضة.

برونو فرنانديز.. ضحية النظام

تعاقدات أموريم وضعت قائد الفريق برونو فرنانديز في دور أعمق داخل خط الوسط، وهو مركز لا يناسبه. أمام فولهام عانى بشدة، وأهدر ركلة جزاء، فيما بدا أن يونايتد تخلّى عن أفضل لاعبيه في سبيل إنجاح نظام جديد لا يزال هشًا.

أزمة الهوية: هل انتهى إرث الأكاديمية؟

إلى جانب الإخفاقات الفنية، يواجه يونايتد خطرًا أكبر وهو قطع الصلة التاريخية بين الأكاديمية والفريق الأول، حيث أنه في لقاء فولهام ولأول مرة منذ 88 عامًا لا يشارك فيها أي لاعب من خريجي الأكاديمية في التشكيلة الأساسية.

أيضًا العديد من الأسماء البارزة من خريجي الأكاديمية غادرو النادي مثل ماركوس راشفورد، سكوت مكتوميناي، وهانيبال مجبري.

إشارة أيضًا إلى أن اللاعب أليخاندرو جارناتشو، الذي كان يُنظر إليه كجوهرة المستقبل، أصبح منبوذًا، وصولًا إلى كوبي ماينو، الذي صُنف كأمل الجيل الجديد، بات خارج حسابات المدرب.

بالنسبة للجماهير، هذا أخطر من النتائج. لأن الأكاديمية ليست مجرد "مورد للاعبين"، بل هي قلب هوية يونايتد. وكما كتب أحد المشجعين: "يمكن أن نسامح الهزائم، لكن لن نسامح قتل هذا التقليد".

جماهير غاضبة ونقد لاذع

وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بالانتقادات اللاذعة:

- "مدرب يختبئ في ركلات الترجيح؟ ليس رجل يونايتد."

- "ضعيف.. غير مؤهل لنادٍ بهذا الحجم."

- "رجل ميت يمشي."

وصولًا إلى آراء بعض الصحفيين الإنجليز الذين وصفوا أموريم وسلوكه بـ "المثير للشفقة".

المستقبل المجهول

حتى الآن، لا يبدو أن الإدارة بصدد التخلي عن مشروع أموريم، خصوصًا بعد استثمار هائل في سوق الانتقالات والبنية التحتية. لكن المدرب البرتغالي يحتاج إلى نتائج سريعة، بدءًا من مباراة بيرنلي المقبلة، قبل الدخول في اختبارين أصعب أمام مانشستر سيتي وتشيلسي بعد فترة التوقف الدولي.

وأتمت التقارير الإنجليزية ردها على أموريم فجملة أن الجماهير قد تتسامح مع خسارة الألقاب، لكنها لن تغفر أبدًا قتل ما جعل يونايتد فريدًا عبر تاريخه.