موقع اخبار كورة - كشفت صحيفة "آس" الإسبانية اليوم الإثنين عن تفاقم حدة التوتر في أروقة ريال مدريد خلال الأيام الأخيرة، خاصة بعد ما وصفته بتغيير قيادة الاتحاد الإسباني وتحولات في منظومة التحكيم، عاد النادي الأبيض ليأخذ القضية خطوة أبعد من الانتقادات الإعلامية المحلية، باعتماد مسار رسمي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن النادي يعد ملفاً مفصلاً سيسلّمه شخصياً إلى الجهات المختصة، يتضمن تقاريراً وإحصاءات ومقاطع فيديو يدّعي من خلالها أن أخطاء تحكيمية وقرارات «متحيزة» طالت فريقه بشكل متكرر.

شفنا طرد هويسن ، وودي أعرف هنا ليه ما طرده ؟ pic.twitter.com/i2DtBltouE

— أبو تركي (@hjbtny1) September 14, 2025

من ماذا يتألف الملف؟

بحسب ما يتداوله النادي الأبيض، سيحوي الملف ثلاث نقاط فورية بارزة: إلغاء هدف جولر، البطاقة الحمراء المثيرة للجدل ضد هويسن، وحالات التسلل التي رآها النادي «عادلة» ولم تُحتسب لصالحه.

وأكدت الصحيفة أن الملف لن يقتصر على أحداث اليومين الماضيين، بل سيضم قرارات وإجراءات من الموسم الماضي أيضاً، سعياً لبناء صورة نمطية يُزعم أنها تتكرر ضد ريال مدريد.

المواد المرفقة ستشمل تقارير فنية وإحصاءات مقارنة (حسب ما ورد، ستُعرض مقارنة أرقام البطاقات الحمراء بين برشلونة وريال مدريد هذا القرن)، ومقاطع فيديو «نسخة طبق الأصل» لمواقف يضعها النادي في خانة الأخطاء التحكيمية المتكررة، بالإضافة إلى قائمة بأسماء حكام يُزعم وجود روابط بينهم وبين جهات معيّنة مرتبطة بقضية نيجريرا.

«قنبلة نيجريرا» وأدلّة تربط حكاماً بالشبكة

سيشمل الملف أيضاً ما وصفه النادي بـ«قضية نيجريرا»، مع وثائق وإحالات لوسائل إعلام تشير إلى توصيات أو صلات قد يكون لها تأثير على قرارات التشكيل التحكيمي أو التعيين. ريال مدريد يقول إنه يمتلك قائمة بالمسؤولين والحكام الذين ارتبطت أسماؤهم بهذه القضية، وسيقدمها كجزء من الملف.

خلفية الغضب: شعور متكرر بالظلم

الغضب داخل ريال مدريد ليس وليد حدث واحد؛ النادي يؤكد أن هناك سلسلة متراكمة من المواقف التي «شوّهت الواقع» بحسب وصف إعلامه الرسمي، وأن نمطية القرارات ضد الفريق بلغت حد اتهامه بوجود «آلية لإلحاق الضرر» بالنادي. شكوى النادي في فبراير الماضي إلى الاتحاد الإسباني كانت قد طالبت بـ«إصلاح هيكلي» ووصفت النظام بالمُعيب والفاسد، وطالبت باستبدال حكام أداؤهم مشكوك فيه — وهي نفس الأسماء التي سيستعرضها الآن في ملف الفيفا.

ردة الفعل الرسمية وإمكانيات التصعيد

النادي سيقدّم الملف بشكل شخصي إلى الفيفا ضماناً للوصول والاهتمام. المواد المرفوعة تتراوح بين تقارير تحليلية وإحصاءات ومقاطع فيديو مرفقة، مع مطالبات بفتح تحقيق رسمي ومساءلة من يعتبرها النادي «تسبب مساساً بنزاهة المنافسة». منطق ريال مدريد هنا واضح: الانتقال إلى الساحة الدولية هو محاولة لكسر ما يراه تكراراً لقرارات محلية ضارة بمصالحه.

ماذا يعني هذا المسار؟

التصعيد إلى الفيفا يضع الكرة في ملعب جهة دولية قادرة على فتح تحقيقات أو توجيه توصيات تغيّر من آليات العمل داخل الاتحاد المحلي أو سلطات التحكيم. لكنه، في المقابل، قد يطيل أمد الخلاف ويزيد من توتر العلاقات بين النادي والهيئات المحلية. كما أن نتائج أي تحقيق أو قرار قد تستغرق وقتاً، فيما الشكاوى الإعلامية والسياسية ستظل حاضرة في الأروقة.

ردة فعل لجنة الحكام الإسبانية

من جانبها أوضحت صحيفة "ماركا" أن اللجنة الفنية للحكام (CTA)، التي يرأسها الآن فران سوتو، اعترفت بوجود خطأ تحكيمي في طرد هويسن في ملعب أنويتا.

وأوضحت أن الحكم الرئيسي كان خيل مانزانو، الذي أشهر البطاقة الحمراء المباشرة مشيرة إلى أن المشكلة لم تكن فقط في القرار على أرض الملعب، بل في أن حكم الفيديو (فيغيروا فاثكيث) لم يطلب من الحكم مراجعة اللقطة على الشاشة.

وأتمت أنه نتيجة لذلك، سيكون هناك تجميد مؤقت (استبعاد من المباريات) لفيغيروا فاثكيث وتخطط اللجنة الفنية للحكام لأن تشرح اللقطة بشكل علني خلال الأسبوع، وذلك ضمن سياسة الشفافية التي وعدت بها الأندية.