موقع اخبار كورة - عشية المواجهة المرتقبة بين منتخبي النرويج وإسرائيل، تحولت العاصمة النرويجية أوسلو إلى مشهد مهيب للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث خرجت حشود غفيرة من المتظاهرين حاملين الأعلام الفلسطينية، تعبيرًا عن دعمهم لغزة ورفضهم لإقامة اللقاء في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من عدوان متواصل. ووفقًا لما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية، تُعد هذه المباراة واحدة من أكثر الأحداث الرياضية تشديدًا في الإجراءات الأمنية بتاريخ النرويج الحديث، منذ دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1994، نظرًا للتوتر السياسي الكبير المحيط بها. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات النرويجية قررت فرض منطقة حظر جوي فوق الملعب، تحسبًا لأي طارئ، في حين يستعد آلاف المحتجين لتنظيم مسيرة سلمية تنطلق من وسط أوسلو وصولًا إلى منطقة قريبة من ملعب اللقاء، في تظاهرة تنظمها "اللجنة الفلسطينية في النرويج" تحت شعار "بطاقة حمراء لإسرائيل". وفي سياق متصل، ظهرت في شوارع العاصمة ملصقات مجهولة المصدر تدعو إلى احتجاج واسع تحت عنوان "أوقفوا المباراة الوطنية"، الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية للاستعداد المبكر للمباراة منذ إعلان قرعة التصفيات قبل أكثر من عام. من جانبها، اتخذت رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، ليز كلافينيس، موقفًا علنيًا دعت فيه إلى استبعاد الكيان الصهيوني من المنافسات الدولية، وهو ما زاد من حدة التوتر بين الاتحادين النرويجي و"الإسرائيلي". كما قرر الاتحاد النرويجي تخصيص عائدات المباراة لصالح منظمة "أطباء بلا حدود" لدعم جهودها الإنسانية في غزة، وهو القرار الذي أثار غضب الاتحاد "الإسرائيلي" لكرة القدم، واعتبره موقفًا سياسيًا يتعارض مع "الروح الرياضية". بهذا، لا تبدو مباراة الغد مجرد مواجهة في التصفيات الأوروبية، بل حدثًا سياسيًا ورياضيًا يعكس الانقسام العميق بين مواقف الشعوب الأوروبية وتوجهات بعض الاتحادات، في ظل استمرار الحرب على غزة وتزايد موجات التضامن العالمي مع الفلسطينيين.