موقع اخبار كورة - لم تمر مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة دون أن تخلف وراءها توترًا داخل أسوار النادي الملكي، بعدما تحولت لحظة استبدال البرازيلي فينيسيوس جونيور إلى مشهد مثير للجدل، أثار تساؤلات واسعة حول العلاقة بين اللاعب ومدربه الإسباني تشابي ألونسو.

ما سبب غضب فينيسيوس جونيور؟

مع قرار ألونسو باستبدال فينيسيوس خلال الشوط الثاني من اللقاء، بدا الغضب واضحًا على وجه النجم البرازيلي، الذي رفض في البداية الجلوس على مقاعد البدلاء وغادر مباشرة إلى غرف الملابس وسط دهشة زملائه، قبل أن يعود بعد دقائق قليلة بملامح متجهمة تنطق بالاستياء.

وكشفت تقارير صحفية إسبانية أن فينيسيوس لم يتمالك أعصابه أثناء خروجه، وأطلق عبارات نابية حملت إهانة واضحة للمدرب، في مشهد رصدته عدسات الكاميرات وأثار ردود فعل متباينة بين جماهير ريال مدريد. وظهر اللاعب وهو يصرخ قائلاً: "دائمًا أنا! سأرحل عن الفريق، من الأفضل أن أرحل"، بينما رد عليه ألونسو بوجه غاضب قائلاً: "هيا يا فيني، اللعنة!" في إشارة إلى استيائه من تصرف لاعبه.

صحيفة "سبورت" الكتالونية أشارت إلى أن فينيسيوس بدا غير مصدّق للقرار، إذ ردد مرارًا عبارة: «أنا؟ أنا؟» وكأنه يشعر بالاستهداف من مدربه الذي اعتاد إخراجه من المباريات في توقيتات مبكرة، على عكس النجم الفرنسي كيليان مبابي الذي نادرًا ما يُستبدل، وهو ما زاد من شعور اللاعب بعدم المساواة داخل الفريق.

ماذا قال ألونسو على الواقعة؟

وخلال المؤتمر الصحفي الذي تلا اللقاء، حاول تشابي ألونسو تهدئة الموقف، متجنبًا الخوض في تفاصيل الأزمة. 

وقال المدرب الإسباني: "خرجت من المباراة بالكثير من الإيجابيات، ومن بينها أداء فيني. سنتحدث عن الأمر داخليًا، لكن لا أريد أن نفقد تركيزنا عن النقاط الأهم، فكل لاعب يملك شخصيته، وسنوضح الأمور داخل المجموعة."

ما هو قرار إدارة ريال مدريد بشأن تصرف فيني؟

ورغم الجدل الكبير الذي أثاره تصرف فينيسيوس، كشفت إذاعة "كادينا سير" الإسبانية أن إدارة ريال مدريد قررت عدم فرض أي عقوبة على اللاعب، معتبرة أن ما حدث يجب أن يُحل داخل الفريق، دون تضخيم الموقف إعلاميًا.

وأوضحت الإذاعة أن الإدارة تركت القرار بيد ألونسو، ليعالج الأزمة وفق ما يراه مناسبًا، حفاظًا على استقرار غرفة الملابس.

ويرى مراقبون أن الواقعة قد تشكل اختبارًا مبكرًا لمدى قوة شخصية تشابي ألونسو في التعامل مع نجوم بحجم فينيسيوس ومبابي داخل غرفة الملابس، في وقت يسعى فيه ريال مدريد للحفاظ على توازنه الفني والنفسي في موسم يُعد من الأكثر تنافسية خلال السنوات الأخيرة.

ومع أن الأزمة بدت في ظاهرها لحظة انفعال عابرة، إلا أن تكرار مثل هذه المواقف قد يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل فينيسيوس في النادي، خاصة إذا استمر شعوره بالتهميش داخل الفريق الملكي الذي لا يعرف الرحمة مع من يعجز عن ضبط أعصابه.