موقع اخبار كورة - تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن لاستضافة حدث عالمي استثنائي، وهو قرعة كأس العالم 2026، النسخة الأكبر في تاريخ البطولة، التي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا للمرة الأولى. هذا الحدث الذي ينتظره عشاق كرة القدم حول العالم، سيحدد ملامح مجموعات البطولة والطريق نحو اللقب الأغلى في الرياضة العالمية. على مسرح مركز كينيدي، حيث يلتقي الفن بالرياضة وتتشابك السياسة بالاستعراض، سيجتمع جمهور كرة القدم أمام شاشات العالم مترقبًا لحظة سحب الكرات، والتي ستفتح أبواب البطولة أمام 48 منتخبًا، 44 منها حسمت التأهل بالفعل، بينما يتصارع الآخرون عبر ملحق قاري وأوروبي لتحديد مصيرهم. نسخة استثنائية تتجاوز كرة القدم صحيفة "الجارديان" البريطانية أكدت أن نسخة 2026 ليست مجرد بطولة كروية، بل حدث يتقاطع فيه الطموح الرياضي بالحسابات الاقتصادية والسياسية، مع ترقب جماهيري هائل. وبينما يكرّر الفيفا شعاره المعتاد عن دور كرة القدم في توحيد العالم، يعرف الجمهور أن اللحظة الحاسمة ليست الخطابات، بل فتح الكرة الزجاجية التي قد تغيّر مصير منتخبات كاملة. تقسيم الأوعية.. بساطة نظرية مقابل تعقيدات واقعية الآلية الرسمية للقرعة تنص على أربعة أوعية، كل وعاء يضم 12 منتخبًا: الوعاء الأول: الدول المضيفة (الولايات المتحدة، المكسيك، كندا) بالإضافة إلى أقوى تسعة منتخبات في تصنيف الفيفا. الوعاء الثاني: منتخبات متوازنة من حيث الخبرة والقوة، مثل كرواتيا، المغرب، كولومبيا، الأوروجواي، اليابان، السنغال، إيران، كوريا الجنوبية، الإكوادور، سويسرا، النمسا وأستراليا. الوعاء الثالث: حظوظه عربية قوية، ويضم السعودية، مصر، الجزائر، تونس، وقطر، إلى جانب فرق أخرى مثل اسكتلندا وباراجواي والنرويج وكوت ديفوار وأوزبكستان وجنوب أفريقيا وبنما. الوعاء الرابع: منتخبات غير متأهلة بعد، مثل الأردن، الرأس الأخضر، غانا، هايتي، كوراساو، نيوزيلندا، وأربعة فرق أوروبية من الملحق، إضافة إلى منتخبين آخرين من الملحق القاري. رغم بساطة التصنيف النظري، تحمل القرعة مفارقات مثيرة، مثل إمكانية ظهور إيطاليا، بطلة العالم أربع مرات، ضمن أضعف فرق مجموعتها إذا تأهلت عبر الملحق، واستحالة تجنب وجود منتخبين أوروبيين في نفس المجموعة. وفي المقابل، لن تلتقي القوى الكبرى—الأرجنتين، فرنسا، إنجلترا، إسبانيا—إلا في نصف النهائي إذا تم احترام ترتيب التصنيف. ملحقات ساخنة: أوروبا وأمريكا القارية تتحول مباريات الملحق الأوروبي إلى ساحات شد الأعصاب: ويلز والبوسنة تنتظر الفائز من مواجهة إيطاليا وآيرلندا الشمالية. أوكرانيا والسويد تتجهان للقاء محتمل مع بولندا أو ألبانيا. سلوفاكيا وكوسوفو في طريقهما لمواجهة تركيا أو رومانيا. التشيك أو آيرلندا قد تواجه الدنمارك أو مقدونيا الشمالية. أما في الملحق القاري بالمكسيك، فالمعركة لا تقل شراسة، حيث تواجه جامايكا كاليدونيا الجديدة قبل لقاء الكونغو الديمقراطية، بينما بوليفيا وسورينام تلعبان مباراة فاصلة لتحديد مواجهة العراق الحاسمة. مجموعة الموت.. مثال على الرعب الكروي كما هو معتاد في كل نسخة، سيحظى مصطلح "مجموعة الموت" باهتمام خاص، والمثال الأكثر رعبًا في نسخة 2026 قد يكون: الأرجنتين – المغرب – إيطاليا – النرويج أربعة منتخبات تحتل المراتب 1 و11 و12 و29 عالميًا، بينها النرويج التي حققت انتصارات متتالية في آخر 8 مباريات وسجلت 37 هدفًا. في تعليق ساخر، أشار أحد المحللين إلى أن التوسع إلى 48 منتخبًا منح فرصة للفرق «اللطيفة» التي لا تملك حظوظًا حقيقية، مثل هايتي وكوراساو والرأس الأخضر… وإنجلترا. الساعة تدق.. لحظة الانتظار العالمي تعيش الجماهير حول العالم حالة ترقب قصوى، حيث تستعد المنتخبات المتأهلة عبر الملحق لتحديد مصيرها، فيما يستجمع الكبار قوتهم النفسية قبل لحظة الكشف عن المجموعات. وعند الساعة 12 ظهرًا يوم الجمعة في واشنطن، يبدأ العد التنازلي لمراسم القرعة، التي ستحدد رسمياً طريق المنتخبات نحو البطولة الأكبر في التاريخ. رغم أن كأس العالم 2026 ستنطلق رسميًا في 11 يونيو المقبل، فإن قصتها بدأت بالفعل… منذ اللحظة التي جلس فيها العالم كله أمام شاشة واحدة، مترقبًا كرة زجاجية صغيرة قد تفتح أو تغلق أبواب المستقبل.