موقع اخبار كورة - أيام قليلة وتنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية "المغرب 2025" وهي النسخة التي يُشارك فيها المنتخب المصري بقيادة مدربه حسام حسن، بآمال وطموحات كبيرة في الفوز باللقب الغائب عن خزائن الفراعنة منذ عام 2010 أخر مرة توج فيها المنتخب باللقب السابع في تاريخه.
ونظرا لأهمية البطولة بالنسبة للمنتخب المصري والطموحات الكبيرة للجماهير المصرية في الفوز باللقب، وأيضا قوة المنتخبات المشاركة في البطولة حرص "كورة بلس" على التواصل مع نجوم المنتخب السابقين، إلى جانب أبرز اللاعبين والمدربين الذين شاركوا في البطولة الأكبر بالقارة السمراء من قبل، للحديث معهم عن المنتخبات المشاركة في البطولة وأبرز اللاعبين ومن هو الفريق المرشح للفوز باللقب، بجانب بعض المدربين واللاعبين الذين يشاركوا في النسخة المقبلة ومنهم من يقع في مجموعة منتخب مصر.
كورة بلس تحدث مع المدرب الفرنسى فيليب تروسيه، المدير الفنى السابق لمنتخبات كوت ديفوار ونيجيريا وبوركينا فاسو وجنوب أفريقيا والمغرب وغيرها من المنتخبات الكبرى، وأحد أكثر الأسماء خبرة وتأثيرًا في كرة القدم الإفريقية، عن كأس الأمم الإفريقية.
تروسيه، الذي عاش تفاصيل البطولة القارية من داخل غرف الملابس وضغوط الملاعب الإفريقية، يقدّم قراءة عميقة للتحديات التي تواجه المدربين، والفوارق التي تميز كأس الأمم عن غيرها من البطولات، ويكشف رؤيته لأقوى المنافسين، والمفاجآت المحتملة، إلى جانب تقييمه لتطور كرة القدم الإفريقية ومستوى منتخب مصر وحظوظه في النسخة المقبلة.
ما هو أكبر تحدٍ يواجه المدرب في كأس الأمم الإفريقية؟
يتمثل أول وأكبر تحدٍ لمدرب المنتخب الوطني في تمثيل بلده بأفضل طريقة ممكنة، وهو مدرك تمامًا لحجم التوقعات المرتبطة بحمل آمال وطن كامل. كل فريق يذهب إلى كأس الأمم الإفريقية بطموح تحقيق أفضل النتائج الممكنة، ورغم اشتراك الجميع في هذا الطموح، فإن المنتخبات ذات التاريخ الكبير في البطولة تواجه ضغطًا إضافيًا وتوقعات بالوصول إلى النهائي والمنافسة على اللقب.
ولكي ينجح المدرب، لا بد من توفر عدة شروط أساسية. يجب أن يكون لديه قائمة مكتملة من اللاعبين منذ بداية البطولة وحتى نهايتها، وهذا يتطلب إعدادًا ممتازًا، والقدرة على توحيد المجموعة، والأهم عدم وجود إصابات، لأن غياب لاعب واحد قد يصنع فارقًا كبيرًا.
كما أن عمق قائمة اللاعبين مهم للغاية، لأنه يمنح المدرب القدرة على تغيير استراتيجياته خلال المباراة، من صافرة البداية إلى التبديلات الحاسمة التي قد تغيّر نتيجة المباراة.
المدرب يتعامل باستمرار مع طريقته الخاصة، وهي: إدارة لياقة اللاعبين، وتوازن الفريق، والقرارات التكتيكية، والمواقف غير المتوقعة، والديناميكية الجماعية.
باختصار، تتطلب كأس الأمم الإفريقية مستوى عاليًا من الإتقان، حيث كل تفصيلة لها أهميتها، ولا يمكن النجاح فيها إلا للفرق الأكثر جاهزية وصلابة واكتمالًا.
كيف تختلف كأس الأمم الإفريقية عن البطولات الأخرى التي شاركت فيها كمدرب؟
كأس الأمم الإفريقية بطولة فريدة من نوعها، مختلفة تمامًا عن أي مسابقة أخرى خضتها كمدرب. أهم ما يميزها هو الحماس الاستثنائي سواء في الملعب أو المدرجات.
الطاقة العاطفية، شغف الجماهير، وثقل التوقعات الوطنية—جميعها مضاعفة. منذ اللحظة الأولى تشعر أنك لا تدرب فريقًا فقط، بل تحمل آمال أمة بأكملها.
كما أن البطولة تتميز بقدر كبير من عدم التوقع. عليك التكيف باستمرار مع اختلافات المناخ، ظروف السفر، جودة الملاعب، وأنماط التحكيم. النسق سريع ومجهد بدنيًا، وامتلاك قائمة خالية من الإصابات أمر ضروري، فغياب لاعب واحد قد يربك الخطة.
ورغم أن العديد من اللاعبين الأفارقة أصبحوا يلعبون في أوروبا واكتسبوا انضباطًا تكتيكيًا عاليًا، فإن كرة القدم الإفريقية ما تزال تحتفظ بهويتها الخاصة—أسلوب بدني، سريع، مليء بالعفوية والمهارات الفردية.
وتحمل البطولة طابعًا ثقافيًا مميزًا. كل منتخب يأتي بأسلوبه وتاريخه ودوافعه، والأجواء دائمًا دافئة، نابضة بالألوان والحياة.
النسخة القادمة في المغرب الدولة التي ستستضيف مونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال، ستكون مميزة من حيث الملاعب والأجواء، خصوصًا حول المنتخب المغربي.
باختصار، كأس الأمم الإفريقية تتميز بالشغف، التنوع، عدم التوقع، والمسؤولية الضخمة الملقاة على المدرب، وهي بطولة يكون فيها الجانب الإنساني مهمًا بقدر أهمية الجانب التكتيكي.
من كان أقوى منافس واجهته في البطولة؟
في كل نسخة من كأس الأمم الإفريقية هناك دائمًا عدة منتخبات مرشحة. كل بطولة لها ظروفها الخاصة. عادةً تشمل قائمة المرشحين: السنغال، الكاميرون، مصر، الجزائر، المغرب، كوت ديفوار، وجنوب إفريقيا. عادةً هناك بين خمس إلى سبع منتخبات قادرة على الفوز، وغالبًا ما تُحسم الأمور بفوارق صغيرة جدًا.
وبالحديث عن تجربتي، فقد شاركت في نسخة 1998. كان في مجموعتنا الكاميرون والجزائر، وكانت مجموعة صعبة. وكذلك منتخب غينيا بقيادة تيتي كامارا. تمكّنا من إقصاء تونس التي كانت متأهلة إلى كأس العالم 1998. وفي النهاية خسرنا في نصف النهائي أمام مصر.
كل مباراة لها واقعها الخاص، وكل مواجهة كانت صعبة. بالنسبة لنا في بوركينا فاسو عام 1998، كل منافس كان تحديًا يتطلب تركيزًا وقتالًا حتى النهاية.
ما النصيحة التي تقدمها للفرق المشاركة في النسخة القادمة؟
نصيحتي هي أن تلعب كل منتخب وفق هويته وفلسفته الخاصة، تلك التي عمل المدرب على ترسيخها. بالطبع، يجب تعديل هذه الفلسفة بحسب قوة المنافسين على الورق. المفتاح هو الثقة في النظام، إعداد الفريق جيدًا، والاهتمام بالتفاصيل اللوجستية.
الحياة داخل الفندق مهمة جدًا، خصوصًا للمنتخبات الإفريقية التي تضم لاعبين محترفين في الخارج. هناك دائمًا مشتتات: الأصدقاء، العائلة، الشركاء، والطلبات الخارجية. يجب الحذر لتجنب فقدان التركيز.
كما أنه من الضروري وجود طاقم طبي وبدني عالي المستوى لضمان التعافي بين المباريات المتقاربة. الاهتمام بالتغذية مهم جدًا، لأن لكل بلد عاداته الغذائية، والحفاظ عليها يساعد اللاعبين على الشعور بالراحة والأداء الأفضل.
في النهاية، يجب تحقيق التوازن: عدم الصرامة المفرطة، وفي الوقت نفسه معرفة متى تكون الحزم مطلوبًا. إدارة هذه الجوانب بفعالية هو ما يصنع الفارق في البطولة.
هل توقعت أن تستمر مصر في الاحتفاظ بالرقم القياسي لعدد الألقاب؟
تمتلك مصر تقليدًا كرويًا قويًا، واستمرار نجاحها في كأس الأمم الإفريقية يعكس ذلك. إنجازاتها مبنية على عدة عوامل: بنية تحتية جيدة، قاعدة مواهب واسعة، خبرة تدريبية، وثقافة تقدّر نجاح المنتخب.
التحدي اليوم أكبر من الماضي، لأن مستوى كرة القدم الإفريقية ارتفع، والعديد من المنتخبات أصبحت قادرة على الفوز. الفارق بين القمة وبقية المنتخبات يضيق، ما يجعل الهيمنة أصعب.
لكن مصر ما تزال تمتلك فلسفة واضحة، وعقلية تنافسية، ولاعبين قادرين على الحسم تحت الضغط. محمد صلاح، على سبيل المثال، يجسد هذه الروح ويمكنه قيادة المنتخب للفوز وربما إضافة لقب جديد.
باختصار، رغم صعوبة الحفاظ على الريادة، فإن جودة المنتخب المصري وذهنيته يفسران سبب احتفاظه بالرقم القياسي.
كيف تقيم تطور كرة القدم الإفريقية في السنوات الأخيرة؟
يمكن تقييم تطور كرة القدم الإفريقية من منظورين:
أولًا: المنتخبات الوطنية.
تأثرت بشكل كبير باللاعبين المحترفين في أوروبا. كثير من اللاعبين الأفارقة يلعبون الآن في أعلى المستويات، فيتدربون مع أفضل لاعبين ومدربين. عندما يعودون إلى منتخباتهم، يجلبون خبرة تكتيكية ونضجًا واحترافية تعزز قوة فرقهم.
ثانيًا: البنية التحتية داخل إفريقيا.
رغم أن القارة ما تزال متأخرة مقارنة ببعض الدول العالمية، فإن هناك استثناءات بارزة. المغرب مثلًا—الذي سيستضيف مونديال 2030—استثمر بقوة في تطوير الشباب، وتأهيل المدربين، والملاعب عالية المستوى، والدوريات المنظمة. هذه المشاريع تعزز كرة القدم المحلية وتنتج لاعبين قادرين على المنافسة في أوروبا.
بشكل عام، كرة القدم الإفريقية تتطور بسرعة، والدمج بين الخبرة الأوروبية والبنية المحلية المتطورة والاحتراف المتزايد يقلل الفجوة مع كبار العالم.
من تتوقع أن يكون مفاجأة البطولة؟
في كل نسخة، هناك دائمًا منتخبات مفاجِئة. المنتخبات الصغيرة أو الصاعدة قد تترك أثرًا كبيرًا، وهذا جزء من جمال البطولة.
في نسخة المغرب، يبرز منتخبان كمفاجأة محتملة:
بوركينا فاسو
وهو منتخب أعرفه جيدًا بعدما بلغنا معه نصف نهائي نسخة 1998 قبل الخسارة أمام مصر. يمتلك مزيجًا ممتازًا بين اللاعبين المحليين والمحترفين، مما يمنحه الاستقرار والخبرة.
الكونغو الديمقراطية
مع المدرب سيباستيان ديسابر، الفريق اكتسب ثقة كبيرة بعد التأهل للدور الثالث من تصفيات المونديال وإقصاء فرق قوية مثل الكاميرون ونيجيريا. وقد أثبت الفريق قدرته على الأداء تحت الضغط.
باختصار، رغم أن الأضواء على المرشحين التقليديين، فإن بوركينا فاسو والكونغو الديمقراطية قادران على قلب التوقعات.
كيف تقيم مستوى أداء منتخب مصر قبل انطلاق البطولة؟
قبل انطلاق البطولة، يمكن تقييم منتخب مصر بأنه قوي جدًا، منظم، وتنافسي. لديه فلسفة واضحة تجمع بين التنظيم التكتيكي والصلابة الذهنية. العديد من لاعبيه يخوضون المنافسات الأوروبية والمحلية القوية، ما يمنحه خبرة وجودة مستمرة.
محمد صلاح يوفر قيادة وقدرة على الحسم، والفريق يتمتع بمزيج جيد بين الخبرة والشباب.
في تصفيات كأس العالم 2026، أظهر المنتخب ثباتًا ونضجًا، وتمكن من الفوز في المباريات المهمة والتكيف مع المنافسين. كما أن هيمنة الأهلي والزمالك قارّيًا تُظهر متانة الكرة المصرية محليًا، مما ينعكس إيجابًا على المنتخب.
كل هذه العوامل تجعل مصر أحد أبرز المرشحين، وقادرة على تحقيق نتائج قوية في البطولات القادمة.
ما أبرز نقاط القوة والضعف في منتخب مصر حاليًا؟
نقاط القوة:
•خبرة وجودة لاعبين يلعبون في أوروبا وفي أندية قوية محليًا.
•تنظيم تكتيكي عالي وقدرة على التكيف مع المنافسين.
•دفاع قوي وانضباط واضح في الملعب.
•قيادة محمد صلاح وقدرته على الحسم.
•ثقة كبيرة بفضل النتائج الأخيرة وتأهل المونديال.
•مزيج ممتاز بين لاعبين شباب وأصحاب خبرة.
نقاط الضعف:
•ضغط التوقعات الكبير، حيث التأهل للأدوار النهائية فقط يعتبر الحد الأدنى.
•الاعتماد الكبير على محمد صلاح، الذي لم يعد في قمة شبابه.
•أحيانًا يفتقر الفريق للإبداع في مواجهة الدفاعات المغلقة.
هل تعتقد أن محمد صلاح يمكنه قيادة مصر للفوز باللقب؟
نعم، بالتأكيد. محمد صلاح قادر على إحداث الفارق بجودته الفردية وقدرته على التسجيل في أي لحظة. وهو القائد الحقيقي للفريق، لكن قيادة مبنية على الفاعلية.
لكن هذا يعني أيضًا أن أي يوم غير موفق لصلاح يؤثر بطبيعة الحال على أداء الفريق ومعنوياته. إنه بمثابة "مؤشر" للفريق فنيًا وذهنيًا وبدنيًا.
باختصار، تأثير صلاح يتجاوز موهبته الفردية، فهو من يحدد إيقاع الفريق ويحفزه أو يؤثر عليه حسب أدائه.
اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : كورة بلس , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : كورة بلس مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.













0 تعليق