موقع اخبار كورة - شكّل ظهور مارك أندريه تير شتيجن في التشكيل الأساسي لبرشلونة خلال مواجهة جوادالاخارا في كأس ملك إسبانيا، والتي انتهت بفوز الفريق الكتالوني (2-0)، المفاجأة الأكبر داخل غرفة الملابس، في ظل توقعات واسعة بمشاركة الحارس البولندي فويتشيك تشيزني منذ البداية.

وبحسب ما كشفته صحيفة "AS" الإسبانية، فإن قرار هانسي فليك لم يكن عشوائيًا، بل جاء بعد تفكير دقيق وحديث مباشر مع الحارسين في الساعات التي سبقت اللقاء. المدرب الألماني كان مدركًا لحساسية الموقف، خاصة أن تير شتيجن يُعد القائد الأول وأحد أكثر الأصوات تأثيرًا داخل غرفة الملابس.

فليك رأى أن منح تير شتيجن فرصة سريعة بعد عودته من إصابة أسفل الظهر، التي خضع بسببها لجراحة أبعدته عن الملاعب قرابة أربعة أشهر، أصبح أمرًا ضروريًا. ومع ازدحام جدول المباريات المقبلة، لم تكن مباريات الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا مناسبة لاتخاذ هذه الخطوة، في ظل الاعتماد الواضح على خوان غارسيا، واستقرار مركز الحراسة أيضًا في كأس السوبر الإسباني، ما جعل كأس الملك الخيار الأنسب.

بإشراك تير شتيجن أساسيًا، نجح فليك في تفادي أي انتقادات محتملة من قائد الفريق، لكنه كان مطالبًا بتحقيق هدف آخر لا يقل أهمية، وهو التأكد عمليًا من تعافي الحارس الألماني بشكل كامل. وهو ما تحقق خلال اللقاء، بعدما قدّم تير شتيجن أداءً مطمئنًا، وتصدى لعدة فرص بارزة، أبرزها تسديدة قوية من مينديز.

وأثبتت المباراة أن الحارس الألماني بات جاهزًا بدنيًا وقادرًا على اللعب على أعلى مستوى، وهو ما يغلق الباب أمام أي شكوك كانت قد تحيط بحالته الصحية، سواء داخل النادي أو لدى الأندية التي قد تفكر في التعاقد معه خلال فترة الانتقالات الشتوية.

ورغم ذلك، حرص فليك على حسم نقطة أخرى في حديثه مع تير شتيجن قبل المباراة، مؤكدًا أن مشاركته جاءت بقرار استثنائي، ولن تعني اعتباره الحارس الأساسي في بطولة الكأس. كما أوضح له أن إصابة تشيزني بعدوى فيروسية في الأيام الأخيرة لعبت دورًا في مرونة القرار.

وبهذا الأسلوب، نجح فليك في تحقيق توازن دقيق: منح تير شتيجن فرصة معنوية وفنية مهمة، دون خلق أزمة جديدة في مركز حراسة المرمى، أو فتح باب الاجتهادات حول ترتيب الحراس داخل الفريق خلال المرحلة المقبلة.