برشلونة في حيرة: لويس دياز أم راشفورد؟ معركة الأسماء والظروف والمستقبل

موقع اخبار كورة - بينما يقضي المدرب هانسي فليك إجازته الصيفية، تُلقى على عاتق ديكو، المدير الرياضي لنادي برشلونة، مسؤوليتان رئيسيتان: إتمام التوقيع مع الحارس الإسباني خوان جارسيا القادم من إسبانيول، والبحث عن جناح هجومي مميز يُجيد اللعب على الجهة اليسرى.

في البداية، كانت الأولوية واضحة: الكولومبي لويس دياز، جناح ليفربول البالغ من العمر 28 عامًا، ثم تلاه اسم ماركوس راشفورد، النجم الإنجليزي البالغ من العمر 27 عامًا من مانشستر يونايتد، باعتباره خيارًا مثيرًا في سوق الانتقالات. لكن كل شيء تغير يوم الجمعة 13 يونيو، عندما قدّم نيكو ويليامز عرضًا مفاجئًا جعل النادي الكتالوني يعيد حساباته.

ورغم أن نيكو خطف الأنظار، فإن تجديد عقده مع أتلتيك بلباو أعاد برشلونة إلى نقطة الصفر، لتبقى الخيارات الأساسية محصورة بين دياز وراشفورد، مع وجود اسم رافا لياو من ميلان كاحتمال غير مستبعد، ناهيك عن الكرواتي المخضرم إيفان بيريسيتش الذي جدد عقده مع آيندهوفن حتى 2027.

ووفقًا لما أوردته صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية ، فإن هناك عدة عوامل أمام برشلونة للتفضيل بين الثنائي دياز وراشفورد نستعرضها تواليًا

عوامل اقتصادية: السعر والراتب والفرص التسويقية

رغم امتلاك كل من دياز وراشفورد لعقود ورواتب مرتفعة، فإن كليهما أبدى استعدادًا لتخفيض مطالبه المالية من أجل ارتداء قميص برشلونة. لكن من الناحية السوقية، تبدو كفة الكولومبي أثقل، كونه لاعبًا أساسيًا في ليفربول ومربوطًا بعقد حتى 2027، وتُقدر قيمته بنحو 70 مليون يورو، رغم أن الضغط من اللاعب قد يخفض هذا الرقم.

أما راشفورد، فبالرغم من تقديره بنحو 46 مليون يورو، يبدو وضعه في مانشستر يونايتد أكثر تعقيدًا؛ إذ لم يعد عنصرًا أساسيًا في خطط النادي، وفقد القميص رقم 10، ما يجعل خروجه إما بنقل دائم منخفض القيمة أو حتى بإعارة. وعلى صعيد التسويق، يُمثل راشفورد بوابة مميزة لدخول السوق الأنجلو-ساكسوني.

عوامل رياضية: أداء لحظي وثبات على المستوى

لويس دياز يُعد لاعبًا موثوقًا في الوقت الحالي، بمردود ثابت وقدرة على صناعة الفارق، وأرقامه في تحسن مستمر. في المقابل، راشفورد لا يعيش أفضل فتراته، بل يعاني من تراجع واضح في مستواه خلال الموسمين الماضيين، سواء مع يونايتد أو خلال فترة إعارته غير الناجحة لأستون فيلا.

دياز أيضًا يتفوق في الانضباط الدفاعي والمشاركة في الضغط العالي، وهي نقاط أساسية في فلسفة برشلونة الحالية. ومع ذلك، فإن راشفورد يملك القدرة على اللعب في مختلف مراكز الهجوم، وسبق له أن أثبت حضوره كهداف، ويظل نجمًا قادرًا على قلب موازين مسيرته إذا وجد البيئة المناسبة.

عوامل إنسانية: النضج والمسار الشخصي

لويس دياز صعد من بيئة متواضعة في كولومبيا، وشق طريقه تدريجيًا من نادي جونيور إلى بورتو، ثم انفجر في ليفربول. مسيرته تشبه إلى حد كبير مسيرة رافينيا، الذي تألق في برشلونة بعد رحلة أوروبية مشابهة.

لكن وفاة ديوغو جوتا المفاجئة قد تؤثر على فرص انتقال دياز، سواء بسبب تمسك ليفربول به كعنصر أساسي أو بدافع الوفاء الشخصي من اللاعب نفسه، الذي قد يرى أن وقت الرحيل غير مناسب.

في المقابل، فإن راشفورد نشأ في أضواء مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي، وبلغ القمة سريعًا، لكنه عانى من فترات ركود وأخطاء التقدير. والآن، يُدرك أن الانتقال إلى نادٍ مثل برشلونة قد يكون فرصته الأخيرة لإعادة اكتشاف نفسه وتصحيح مساره.

الخلاصة:
المعركة ما بين دياز وراشفورد ليست فنية فقط، بل تشمل الأبعاد الاقتصادية، والشخصية، وحتى العاطفية. برشلونة يقف أمام مفترق طرق: لاعب جاهز ومتزن كلويس دياز، أو رهان محفوف بالمخاطر لكن بإمكانات كبيرة مثل راشفورد. وفي ظل المتغيرات المستمرة، تبقى كل الأبواب مفتوحة.