اخبار كورة

ماذا الذي يحتاجه المنتخب الأولمبي قبل لوس أنجلوس 2028؟

موقع اخبار كورة - يبدو أن المنتخب الأولمبي المصري يقف اليوم أمام واحدة من أكثر المراحل حساسية في تاريخه الحديث، فبعد إخفاق منتخب الشباب في مونديال تشيلي الأخير وخروج مبكر ترك علامات استفهام حول مستوى الإعداد والهوية الفنية، يواجه اتحاد الكرة أزمة جديدة تتعلق بمستقبل الجهاز الفني للمنتخب الذي من المفترض أن يمثل مصر في أولمبياد لوس أنجلوس 2028.

وبينما تتواصل المشاورات داخل مجلس إدارة اتحاد الكرة حول اسم المدرب القادم خلفًا لأسامة نبيه، تبدو التحذيرات واضحة: التأهل للأولمبياد هذه المرة ليس بالمهمة السهلة، وقد يتحول الحلم إلى خطر داهم إذا لم يتم التعامل مع المرحلة المقبلة برؤية شاملة.

نظام تأهل جديد يزيد الضغط

النظام الجديد الذي أقرّه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" لتصفيات أولمبياد لوس أنجلوس 2028 وضع المنتخبات تحت ضغط غير مسبوق؛ فبدلاً من تأهل ثلاثة منتخبات إفريقية مباشرة، أصبح الطريق يقتصر على البطل والوصيف فقط، ما يجعل المنافسة أكثر شراسة والهامش الزمني للخطأ أضيق من أي وقت مضى.

هذا التغيير يفرض على المنتخب المصري أن يكون في أعلى جاهزية ممكنة قبل انطلاق تصفيات أمم إفريقيا تحت 23 سنة عام 2027، لأن أي تعثر في تلك المرحلة سيعني ببساطة غياب الفراعنة عن المحفل الأولمبي للمرة الأولى منذ نسخة ريو 2016.

خلاف إداري.. ورؤية فنية غائبة

داخل اتحاد الكرة، لم يُحسم بعد اسم المدير الفني الجديد، وسط انقسام واضح بين مؤيد للتعاقد مع مدرب أجنبي قادر على بناء مشروع فني طويل المدى، وبين من يرى أن الظروف المالية والواقعية لا تسمح بمغامرة مكلفة دون ضمانات للنجاح.

لكن الحقيقة أن القضية لا تتعلق بجنسية المدرب فقط، بل بغياب الرؤية الفنية الواضحة داخل المنظومة؛ فحتى الآن لا يوجد مشروع محدد للمنتخب الأولمبي، ولا خطة لدمج العناصر المميزة من منتخب الشباب مع لاعبي الدوري المحلي بالشكل المطلوب.

تقييم فني: أين يقف المنتخب الآن؟

من الناحية الفنية، أظهر منتخب الشباب في بطولة العالم الأخيرة مجموعة من الثغرات التكتيكية والفنية التي من المتوقع أن تمتد إلى المنتخب الأولمبي إن لم يتم علاجها سريعًا: ضعف واضح في التحول السريع من الدفاع للهجوم، غياب التنظيم الدفاعي في الكرات العرضية والثابتة، بطء في تدوير الكرة وبناء الهجمة من الخلف، افتقار إلى لاعب محور قادر على الربط بين الخطوط.

هذه المشكلات لا تُحل بالتحفيز فقط، بل تحتاج إلى عمل فني منظم واستقرار تدريبي على مدار عامين على الأقل، حتى يتمكن المنتخب من الوصول إلى مستوى تنافسي يليق باسم مصر.

ما المطلوب الآن؟

لعل الرسالة الأهم التي يجب أن تصل لاتحاد الكرة أن الوقت ليس في صالحنا.

المنتخب بحاجة إلى جهاز فني يتمتع بثلاث صفات أساسية: الاستقرار الزمني: عدم تغيير المدرب خلال فترة الإعداد الطويلة، الاستقلالية الفنية: بعيدًا عن الضغوط الإدارية أو الإعلامية، الجرأة في الدمج بين لاعبي الدوري الممتاز والعناصر الشابة.

كما أن من الضروري إطلاق خطة إعداد مبكرة تشمل معسكرات دورية واحتكاكات دولية قوية، على أن يتم تحديد قائمة أولية من 40 لاعبًا لمتابعتهم بشكل مستمر.

جرس إنذار قبل فوات الأوان

إن الحديث عن "التأهل للأولمبياد" لا يجب أن يكون مجرد هدف على الورق، بل مشروع وطني يليق بتاريخ الكرة المصرية التي كانت دائمًا حاضرة في كبرى المحافل.

ومع تقليص عدد المقاعد الإفريقية إلى مقعدين فقط، فإن أي ارتباك إداري أو تأخير فني قد يُفقد مصر مقعدها في لوس أنجلوس، ويُعيد سيناريو الغياب المؤلم عن أولمبياد 2016.

الكرة الآن في ملعب اتحاد الكرة، والوقت يمر بسرعة.. فهل يلتقط المسؤولون جرس الإنذار قبل أن يتحول الحلم إلى ذكرى مؤلمة جديدة؟

اخلاء مسئولية! : هذا المحتوى لم يتم انشائة او استضافته بواسطة موقع اخبار الكورة و اي مسؤلية قانونية تقع على عاتق الموقع مصدر الخبر : كورة بلس , يتم جمع الاخبار عن طريق خدمة ال RSS المتاحة مجانا للجمهور من المصدر : كورة بلس مع الحفظ على حقوق الملكية الخاصة بمصدر الخبر.

أخبار متعلقة :