هويسين يثير الجدل في ريال مدريد

موقع اخبار كورة - دخل دين هويسن ملعب سانتياجو برنابيو في يومه الأول كما لو كان أحد أبناء النادي، يملك الثقة والخبرة الكافية لقيادة الدفاع الأبيض. نال إعجاب جماهير ريال مدريد منذ اللحظة الأولى، خاصة بعدما تابعوه في تألقه مع المنتخب الإسباني.

ومع انطلاق مشروع تشابي ألونسو الجديد، وجد اللاعب الشاب نفسه أمام فرصة لإثبات أنه أحد ركائز الجيل القادم في الميرينغي، وكانت كأس العالم للأندية أول اختبار فعلي له، سرعان ما تجاوزه بنجاح، ليحظى بإشادة واسعة وثقة تامة من مدربه.

لكن كرة القدم لا تعرف الثبات. فبعد بداية مثالية، جاء التراجع. أداؤه المتواضع أمام أتلتيكو مدريد في ميتروبوليتانو، ثم أمام ليفربول في آنفيلد، فتح الباب أمام الانتقادات. بدا متوترًا ومتسرعًا في قراراته، وهو ما عرّضه لانتقادات قاسية في الصحافة والجماهير على حد سواء، إذ لا تعرف ذاكرة ريال مدريد سوى الانتصارات.

تراجع مستوى الفريق ككل زاد من الضغوط عليه، خاصة في ظل ضعف التغطية الدفاعية وغياب التنظيم الجماعي. خلال مباراة رايو فاليكانو، التقطت الكاميرات صرخته وهو يقول: "اثنان ضد واحد، ساعدونا!"، في لحظة كشفت حجم الضغط والعزلة التي يشعر بها.

رغم ذلك، لم يفقد ثقة مدربه. العلاقة بينه وبين تشابي ألونسو قائمة على الاحترام والتفاهم، وقد اعترف هويسن بأخطائه أمام زملائه بعد مباراة أتلتيكو دون أن يختبئ خلف الأعذار، وهو ما زاد من تقدير الجميع له داخل غرفة الملابس.

رد الفعل جاء سريعًا، ففي الكلاسيكو قدم واحدة من أفضل مبارياته، حيث بلغت دقته في التمرير 86%، واستعاد الكرة ثلاث مرات، وفاز بكل المواجهات الثنائية التي خاضها. استعاد تركيزه وثقته، لكن الجهاز الفني لا يزال قلقًا من تذبذب مستواه خلال المباريات، وهو ما يدفعهم إلى العمل معه ذهنيًا للحفاظ على حدة المنافسة وتجنب التراخي.

المدير الفني للمنتخب الإسباني لويس دي لا فوينتي أشاد بقدراته قائلًا: "هويسن يتمتع برباطة جأش ونضج كبيرين... يشبه لامين في هدوئه وثقته بنفسه. يملك رؤية ممتازة في التمرير وقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة بمسؤولية."

وفي المرحلة المقبلة، سيخوض هويسن اختبارًا جديدًا لإثبات أنه ليس مجرد موهبة عابرة، بل أحد القادة المستقبليين في دفاع ريال مدريد، تمامًا كما توقع له الجميع يوم وطأت قدماه أرض البرنابيو لأول مرة.