موقع اخبار كورة - أصبح من الشائع مؤخرًا أن تُوجّه الانتقادات إلى مهاجمي ريال مدريد بدعوى أنهم لا يبذلون الجهد الكافي في الضغط أو المساندة الدفاعية، لكن هذه المقولة لم تعد تنطبق على فينيسيوس جونيور، الذي أظهر تطورًا لافتًا في أدائه البدني والذهني خلال الأسابيع الأخيرة.

في مواجهة رايو فاييكانو، رغم أنه لم يكن في أفضل حالاته هجوميًا سواء في المراوغة أو اللمسة الأخيرة، إلا أنه كان الأكثر اجتهادًا من بين لاعبي ريال مدريد في استعادة الكرة، حيث استعادها سبع مرات، وهو رقم لم يتفوق عليه سوى الحارس تيبو كورتوا (عشر مرات).

الأرقام تُظهر بوضوح مدى تطور فينيسيوس في هذا الجانب، إذ بلغ متوسط استعادته للكرة 2.4 مرة في المباراة هذا الموسم، لكنه ضاعف هذا المعدل في فاييكانو محققًا أفضل أداء له منذ مواجهة فياريال على ملعب سانتياغو برنابيو. وخلال المباريات التسع الأولى من الموسم، كان متوسطه 1.6 استعادة فقط، بينما ارتفع في السبع التالية إلى 3.4 استعادة في المباراة، في دلالة على تحوّله إلى أحد خطوط الدفاع الأولى للفريق إلى جانب كيليان مبابي.

هدوء غير معتاد داخل الملعب
بعيدًا عن الأداء البدني، بدا النجم البرازيلي أكثر نضجًا في تعامله مع الضغوط داخل الملعب. فخلال مباراة فاييكانو، التي اتسمت بأجواء جماهيرية حماسية، تعامل فينيسيوس بهدوء مع الاستفزازات، سواء من الهتافات أو من لاعبي الخصم.
فعندما صاح أحد المشجعين نحوه قائلًا "أنت فظيع!"، اكتفى بالرد بابتسامة وبعبارة بسيطة: "لا، لا، لا". كما قابل هتافات "فينيسيوس، كرة الشاطئ!" بردٍ ساخر وهادئ: "أنتم تدفعون طوال العام لرؤيتي"، دون أن يفقد تركيزه أو انفعاله.

انضباط أكبر وأعصاب أكثر هدوءًا
الأمر اللافت أيضًا هو تراجع معدّل إنذاراته، إذ لم يحصل سوى على بطاقتين صفراوين فقط في 12 مباراة بالدوري الإسباني، بينما كان قد جمع أربع بطاقات في نفس العدد من المباريات الموسم الماضي، وكان وقتها مهددًا بالإيقاف.

ورغم أن انفعاله بعد استبداله في الكلاسيكو الأخير ما زال حاضرًا في الأذهان، إلا أن ما يُقدمه في المباريات التالية يُظهر أنه أصبح أكثر هدوءًا وتركيزًا، متجنبًا الصدامات والاحتجاجات المبالغ فيها.

بهذا التحول، يبدو أن تشابي ألونسو ينجح في تشكيل نسخة أكثر نضجًا ومسؤولية من فينيسيوس جونيور، لا تكتفي بمهارات المراوغة والسرعة، بل تضيف إليها روحًا جماعية أعلى واتزانًا نفسيًا أوضح، في خطوة قد تكون حاسمة لمسيرته المستقبلية داخل ريال مدريد.