موقع اخبار كورة - اقترب بيتزايولي من تولي منصب المدير الفني للاتحاد المصري لكرة القدم، خلال الفترة المقبلة، بدلًا من علاء نبيل، وهو ما يجعلنا نسلط الضوء على ما قدمه في مسيرته.

وفي كرة القدم الحديثة، لم يعد المدرب مجرد رجل يقف على الخط يوجه لاعبيه، بل أصبح عنصرًا مركزيًا في صناعة المشروع الرياضي وصياغة هوية النادي. 

ومن بين الأسماء التي رسخت نفسها في هذا المسار خلال العقدين الأخيرين، يبرز اسم ماركو بيتزايولي، الألماني ذو الجذور الإيطالية، الذي تحولت سيرته من مجرد مدرب شاب إلى خبير عالمي في التخطيط، تطوير المواهب، وإدارة المشاريع الكروية الكبرى في أوروبا وآسيا.

ولد بيتزايولي في مانهايم الألمانية عام 1968، ولم يصنع مسيرة لامعة كلاعب، لكنه وجد طريقه الحقيقي وسط دفاتر الخطط وجلسات التحليل وأكاديميات الشباب… ومن هنا بدأت رحلته التي جاب فيها ألمانيا، كوريا، الصين، اليابان، تركيا والهند، ليصبح واحدًا من أكثر العقول تنظيماً وتنوعًا في كرة القدم العصرية.

من شفيتسنج إلى فرانكفورت.. بداية تأسيس العقلية الألمانية

بدأ بيتزايولي حياته التدريبية في سن صغيرة، حين تولى تدريب فريق تحت 19 عامًا لنادي شفيتسنج الألماني أحد أندية دوري الهواة. 

ورغم محدودية الموارد، نجح في لفت الأنظار بقدرته على اكتشاف المواهب وتطوير اللاعبين الصغار.

هذا النجاح فتح له بابًا أكبر داخل منظومة الكرة الألمانية، حيث انتقل لتولي منصب مدير فني لفريق الشباب تحت 19 عامًا في نادي كارلسروه بالدرجة الثانية، قبل أن يصبح لاحقًا المدير الفني للفريق الأول في حقبة شهدت بناء خبرته التكتيكية الأولى.

ثم جاءت محطته المهمة حين عُيّن مدربًا لفريق أينتراخت فرانكفورت بالدرجة الرابعة، ثم دخل سريعًا في مسار تصاعدي قاده لمناصب أكبر داخل الأكاديمية الألمانية.

المنتخب الألماني.. سنوات صناعة الجيل الذهبي (2007–2010)

يُعد عمله مع الاتحاد الألماني لكرة القدم نقطة تحول حقيقية في مسيرته. فقد تولى تدريب منتخبات الناشئين:

منتخب ألمانيا تحت 16 عامًا

تحت 17 عامًا

تحت 18 عامًا

وخلال هذه الفترة، ساهم في تطوير مجموعة من اللاعبين الذين أصبحوا لاحقًا من نجوم أوروبا.

بين عامي 2007 و2010، كان بيتزايولي جزءًا من مشروع ألمانيا الكبير لإعادة بناء كرة القدم بعد 2006، وهو المشروع الذي خرج منه أسماء مثل غوتزه، توني كروس، وطارق بوخلال وغيرهم من لاعبي الجيل الذهبي.

التجربة الكورية.. من مساعد مدرب إلى بناء شخصية آسيوية جديدة

بعد النجاح في ألمانيا، خاض بيتزايولي تجربة جديدة تمامًا، حيث عمل مدربًا مساعدًا لنادي Suwon Samsung Bluewings الكوري، أحد أشهر أندية آسيا.

تميّز خلال هذه الفترة بقدرته على التأقلم مع ثقافة مختلفة تمامًا، وهو ما جعله لاحقًا خيارًا مفضلًا للأندية الآسيوية في اليابان والصين.

ثم عاد إلى كوريا ليقود نادي Cerezo Osaka كمدير فني، قبل أن ينتقل إلى محطة أكثر تأثيرًا في مسيرته الآسيوية…

الصين… الرجل الذي صمم مشروع GZ غوانغتشو

خطوة استثنائية كانت في انتظار بيتزايولي في الشرق الأقصى، حين تعاقد معه نادي Guangzhou Evergrande الصيني—عملاق آسيا—ليتولى منصب:

رئيس قطاع كرة القدم

وهنا بدأ دوره الحقيقي كمهندس للمشاريع، حيث تولى:

إنشاء منظومة تطوير الشباب

وضع المناهج التدريبية

الإشراف على فرق الأكاديمية

التعاون مع المدربين العالميين بالفريق الأول

استمرت هذه التجربة لسنوات، وكانت سببًا رئيسيًا في بناء هيبة غوانغتشو الحديثة التي سيطرت على الكرة الصينية.

هوفنهايم… المدرب والمساعد وصاحب المشروع المؤجل

عاد بيتزايولي إلى ألمانيا ليعمل أولًا مساعدًا لمدرب نادي هوفنهايم، قبل أن يتم تعيينه في 2011 مديرًا فنيًا للفريق الأول.

ورغم أن التجربة لم تستمر طويلًا، إلا أنها أضافت إلى سجله خبرة إدارة فريق كبير في البوندسليغا، وسط منافسة شرسة وضغط جماهيري وإعلامي.

فرانكفورت… من مدير فني للشباب إلى المدير الرياضي للنادي

بعد سنوات متعددة من الخبرة، عاد بيتزايولي مجددًا إلى نادي أينتراخت فرانكفورت، لكن هذه المرة في منصب أكبر بكثير:

• المدير الفني لفريق الشباب U19
• المدير الرياضي لنادي فرانكفورت (Sporting Director)

هنا أصبح الرجل مسؤولًا عن:

رسم استراتيجية النادي الرياضية

الإشراف على منظومة التعاقدات

متابعة الفرق السنية

الربط بين الأكاديمية والفريق الأول

وهي الوظيفة التي صقلت شخصيته الإدارية وأثقلت خبرته في الجانب غير الفني من كرة القدم.

الهند… مشروع بنغالورو الطموح

في عام 2021، فاجأ بيتزايولي الجميع وانتقل إلى الهند لتولي تدريب نادي Bengaluru FC، أحد أشهر الفرق في الدوري الهندي.

ورغم صعوبة البيئة، نجح في:

تغيير أسلوب لعب النادي

إدخال فلسفة أوروبية تعتمد على الضغط العالي والتمرير المنظم

منح الفرصة للمواهب الشابة

وأصبح النادي تحت قيادته من أكثر الفرق تطورًا على المستوى التكتيكي في الدوري.

جالطة سراي… المدير الرياضي للنادي التركي العملاق

قبل انتقاله إلى تركيا للعمل مع باشاك شهير، شغل بيتزايولي منصبًا كبيرًا:

المدير الرياضي لنادي جالطة سراي التركي

النادي الأكثر عراقة في تركيا منحه ثقة كبيرة للإشراف على المشروع الرياضي، وتطوير منظومة التعاقدات، وإعادة هيكلة الفئات العمرية.

باشاك شهير… المهمة الحالية

يعمل بيتزايولي حاليًا في تركيا في منصب:

مسؤول التخطيط الفني لنادي باشاك شهير

وهو الدور الذي يجمع بين:

التحليل الفني

اختيار المدربين

تقييم الأداء

وضع استراتيجية تطوير النادي

ليؤكد مرة أخرى أنه لا يكتفي بالمدرجات والخطوط الفنية، بل يتجاوزها إلى الإدارة والتخطيط.